نُشر هذا الكتابُ في إطار برنامج عمل إرسيكا حول التراث المعماري الإسلامي الذي يُولي اهتماماً خاصا للمدن التاريخية في العالم الإسلامي والمواقع والمعالم الإسلامية الموجودة في هذه المدن. وأجرى الدراسةَ مؤرخُ الفن المصريُّ الدكتور طارق حسين. وهي تشمل آثار القاهرة التي يرجع عهدها إلى بداية تاريخ مصر الإسلامي (القرن السابع) حتى نهاية العصر الفاطمي (1171م). وفيما يتعلّق بحقبتها الزمنية، تعدُّ هذه الدراسة استكمالًا لكتاب إرسيكا الأول الذي يحمل عنوان “آثار القاهرة الإسلامية في العصر العثماني”، وهو من تأليف المعماري الآثاري السيد محمد أبو العمايم (مصر) ويغطّي الفترة من عام 1517 حتى عام 1805 ويقع في ثلاثة مجلدات: المجلد الأول: المساجد والمدارس والزوايا (2003، xxxviii+541 ص)؛ والمجلد الثاني: الأسبلة وأحواض السقاية (2011، جزءان، 1028 ص)؛ والمجلد الثالث: الوكالات والخانات والقياسر (2015، جزءان، 1138 ص). وفي وقتٍ سابقٍ، نشر إرسيكا أيضًا، ضمن سلسلةٍ مختلفةٍ، ألبومًا فوتوغرافيًا مشروحًا بعنوان “مصر في عدسات القرن التاسع عشر” (2001) يحتوي على نُسَخٍ من صورٍ فوتوغرافية من القرن التاسع عشر من أرشيف المركز.
ويقدِّمُ هذا الكتابُ وصفاً عن ثمانيةٍ وأربعينَ مَعْلَمًا أثريًّا، مرتّبةً ترتيبًا زمنيًّا، ويستعرضُ صوراً فوتوغرافية وخرائطَ ومخطّطاتٍ، من عهدٍ قديمٍ وحديثٍ، مجموعها خمسمائةٍ وستٌّ وأربعونَ، تتعلقُ بهذه الآثار، ويقدِّمُ معلوماتٍ عن خصائصها مستخرَجةً من مصادرَ مختلفةٍ. وتحدِّدُ الخرائطُ العامَّةُ المضافةُ في نهايةِ الكتابِ جميعَ الآثارِ حسب أزمانها. وبفضل الوثائق المرجعية العديدة التي جُمعت والتقييم الموجز المقدَّم عن تاريخ كل مَعْلَمٍ أثري ووضعه الحالي، يعدُّ الكتابُ بمثابة مساهمةٍ قيّمة في المؤلفات العلمية حول التراث المعماري الإسلامي في القاهرة.