ضربت زلازل بقوة 7.8 و7.5 جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا يومي 6 و7 فبراير 2023، تلتها هزّة ثالثة بقوة 6.4 في 20 فبراير، وكلّها مصحوبة بهزّات ارتدادية متعدّدة. وتسبّبت الزلازل في دمارٍ كبيرٍ على مساحة واسعة وأودت بحياة أكثر من خمسينَ ألفَ شخصٍ. وفي تركيا، تضرّر نحوُ نصفِ مليونِ مبنًى أو دُمّر في محافظات أضنة، وآدییامان، وديار بكر، وغازي عينتاب، وهاتاي، والازيغ، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفا. وأنتجت مؤسساتٌ مختلفة دراساتٍ وتقاريرَ تقنية مستفيضة عن آثار الزلازل ومخلّفاتها. وتضمّ المنطقة المتضرّرة ممتلكات عمرانية ومعمارية وأثرية نفيسة جدّا، موروثة من دول وحضارات متعددة. وتشملُ هذهِ الآثارَ والقلاعَ والمدارسَ والمكتباتِ والمساجدَ والمحافلَ الدينية والحمّاماتِ والنوافيرَ والمطابخَ والأسواقَ التي يرجع تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام وعصر الإسلام. فأخذًا بعين الاعتبار هذا، قام قسم التراث المعماري في إرسيكا بدراسةٍ ميدانية في المنطقة في شهر مارس 2023 لتقييم وضع التراث التاريخي. وركّز فريق إرسيكا المكوّن من ثلاثة أعضاء برئاسة المعماري الدكتور علي دوست ارطغرل، والذي يضمّ المعماري طه زاهد أوزدمير والمعماري المهندس حسين الرجبي، ركّز على المباني والمعالم الأثرية ذات الطابع التاريخي الموجودة في تلك المحافظات الإحدى عشرة، بما في ذلك البلدات والقرى. ففحصوا المعالم الأثرية ودوّنوا ملاحظاتٍ تقييمية والتقطوا صورًا فوتوغرافية عن كلّ معلمٍ أثريّ. ويقدّمُ التقريرُ الناتج معلوماتٍ وتقييمًا عن آثارِ زلازلِ فبراير 2023 ومخلّفاتها ويساهمُ في إثراء المعرفة العامة حول ترميم المعالم الأثرية التاريخية والحفاظ عليها.
