هذا الكتاب نتيجة مشروع بحثي ضخم قام به إرسيكا حول مؤسسة الوقف. والوقف كمؤسسة خيرية ظهر في العالم الإسلامي. وعلى مدى قرون أنشئت الأوقاف في جميع أنحاء العالم الإسلامي للاضطلاع بمجموعة متنوعة من الوظائف بدءًا من توفير وسائل العيش الأساسية إلى التعليم، ومن الأعمال الخيرية إلى بناء المساجد. كما أصبح الوقف مثالاً وتم اعتماده خارج العالم الإسلامي مع تكييفه للبيئات الجديدة.
وفي هذا المشروع البحثي يهدف إرسيكا إلى تجميع المصادر الأصلية المتعلقة بالأوقاف مثل الوقفيات، والوثائق الناتجة عن أعمالها إذا وُجدت، والتقارير حول وظائفها لدراستها ووضعها في متناول الباحثين. وقد أُعير اهتمام خاص للأوقاف الموجودة حاليا خارج البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ولاسيما الأوقاف المتعلقة بالمجموعات والأقليات المسلمة. وقد ركّز المشروع عند انطلاقه على الأوقاف العثمانية في البلقان. وأول نتيجة له هي هذا الكتاب المتكون من ثلاث مجلدات والذي خُصِّص للأوقاف في بلغاريا.
وفي هذا العمل جمّع المركز 290 وقفية متعلقة بأوقاف موجودة في بلغاريا وقام بترجمتها ودراستها وعمل كشافات شاملة لها. وكتبت هذه الوقفيات باللغة التركية العثمانية باستثناء عشرة منها كتبت باللغة العربية. وفي هذا الكتاب، تم تصنيف الوقفيات حسب الوحدات السكنية وترتيبها في كل فصل من الناحية الزمنية. كما قدمت ملخصات الوقفيات باللغات التركية والعربية والإنجليزية وذلك بهدف تيسير مهمة الباحثين بشكل خاص والقراء بشكل خاص للاستفادة منها. وثمة جدول هام جدا في بداية الكتاب يذكر معلومات حول الوقفية (اسم قضائها ورقمها) واسم الواقف والموقوف والغرض من الوقف والتاريخ الهجري والميلادي ولغة الوقفية والمصدر (الأرشيف). وأما المدخل فيتناول بعض الأمور المتعلقة بعدد الوقفيات المدرجة في هذا الكتاب، ولغاتها، وتاريخها، ومصادر الدخل المذكورة في الوقفيات، والمبرات الخيرية التي شُيّدت بقصد الوقف، وأصحاب الأوقاف، وأهمية الوقفيات في عصرنا الحاضر من حيث التاريخ الاجتماعي، والتاريخ الثقافي، وتاريخ عمارة المدن، وتاريخ العمارة، وتاريخ التعليم، والتاريخ الاقتصادي، وتاريخ التصوف، ثم أهمية الوقفيات في قانون الأوقاف.
ويشتمل المجلدان الأول والثاني من العمل على دراسة ونصوص الوقفيات المكتوبة باللغة العثمانية بعد كتابتها بالحروف التركية الحديثة أي اللاتينية والوقفيات المكتوبة بالعربية، ويتضمن المجلد الثالث صور الوقفيات.