عقد إرسيكا في إستانبول من 7 إلى 10 أيّار/مايو عام 2008 مؤتمرًا دوليًّا بعنوان “المشروطية الثانية في الذكرى المئوية” بمشاركة 106 من المختصّين والباحثين الذين قدَّموا 106 ورقات بحثية. وقد نُشرت البحوث في هذا الكتاب بلغاتها الأصلية، العربية أو التركية أو الإنكليزية. إن ظهور حركة التنظيمات الخيرية عام 1839، ثم فرمان إصلاحات عام 1856 المتعلقة بالدولة العثمانية، ثم إعلان المشروطية وتشكيل مجلس المبعوثان عام 1876، ثم فضّ مجلس المبعوثان وتجميد المشروطية، ثم عودة مجلس المبعوثان للانعقاد وممارسة أعماله مرة أخرى عام 1908، كلُّ حدثٍ من هذه الأحداث إنما كان نتيجة للتفاعل بين العوامل الداخلية والخارجية، ، ولكنها كانت جميعها مدفوعة بهدف الحفاظ على وحدة الدولة. وأصبحت تجربة المشروطية التي عاشتها الدولة العثمانية مصدر إلهام أيضًا لحركات التحول إلى الديموقراطية في العديد من بلدان العالم. وعلى غرار الدول الكبرى التي انحلت فقد أدى تدهور الدولة العثمانية إلى ظهور دول قومية جديدة ذات أحجام ونظم سياسية مختلفة. وتنظر البحوث في الفترة من زوايا مختلفة: العوامل التي مهدت لإعادة القانون الأساسي العثماني في عام 1908، والنتائج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية للدستور الثاني في العاصمة والولايات، وأصداء الثورة الدستورية الثانية في مناطق مختلفة من الدولة العثمانية وفي بلدان المشرق والمغرب، وصدى الدستور الثاني في الصحافة والأدب وأثره على المؤسسات التعليمية وغير ذلك من التطورات.
منشورات ذات صلة
Close