هذا الكتاب تحقيق لمخطوطة كتاب شامل في التراجم بعنوان “سلم الوصول إلى طبقات الفحول” وضعه كاتب چلبي أو حاجي خليفة (ت 1657م) كما يعرف في الأدبيات الإسلامية. وهو أحد كبار الكتاب والمؤرخين العثمانيين، عاش في القرن السابع عشر، ومن أشهر مؤلفاته كتابه المعروف في الببليوغرافيا وموضوعات العلوم “كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون”، وكتاب “فذلكة” في التاريخ الإسلامي العام بالعربية والتركية، وكتاب “جهاننما” في الجغرافيا. وقد نشر كتاب كشف الظنون وكتاب جهاننما عدة مرات، بينما لم ينشر كتاب فذلكة العربي وكتاب سلم الوصول العربي أيضاً حتى الآن.
وها هو كتاب “الوصول” يصدر في طبعتين عن إرسيكا ويضم ستة مجلدات بالعربية، ويتصدره مقدمة للدكتور خالد أرن ثم مدخل للبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى باللغتين التركية والانجليزية. والمجلد السادس يضم فهارس وكشافات الكتاب.
وقد جرى إعداد هذا التحقيق بمبادرة من البروفيسور إحسان أوغلى وتحت إشرافه ليصدر في إطار إعلان منظمة اليونسكو عام 2009م عاماً للاحتفال بالذكرى الأربعمائة على مولد كاتب چلبي. وكان نشر هذا الكتاب واحداً من الأعمال التي وضعها إرسيكا ضمن برامجه لنشر مراجع التراث الإسلامي والتاريخ والعلوم ووضعها في متناول الباحثين.
وقد تناول البروفيسور إحسان أوغلى في المدخل الذي أعده بعض خصائص الأدبيات الإسلامية في مجال التراجم على مر العصور، فقال:
ويتحدث كاتب چلبي عن “سلم الوصول” وهو يسرد سيرته الذاتية في كتابه “ميزان الحق”، فيقول: “لقد تم تبييض المجلد الأول من كتابنا في الطبقات الموسوم بسلم الوصول إلى طبقات الفحول خلال سنتي إحدى وستين واثنتين وستين (1061-1062هـ) (1651-1652م)، فكتبنا فيه تواريخ الكبار من الأولين والآخرين”. وسوف نشير إلى هذا الكتاب اختصاراً باسم “سلم الوصول”، وهو يتضمن بوجه عام مقدمة وقسمين ثم خاتمة. وجرى ترتيب القسمين الأساسيين على الحروف الألفبائية، وجاء كل حرف في باب. ويذكر كاتب چلبي في نهاية القسم الثاني أنه انتهى منه في سنة 1053هـ/1643م، ثم يعود المؤلف فيضيف إلى هذا القسم عدداً من الصفحات تتضمن “فوائد” في موضوعات مختلفة، ثم يذكر تاريخ الانتهاء منها بسنة 1058هـ/1649م.
يضم هذا الكتاب نحو 8500 ترجمة، وتتناول التراجم في القسم الأول من الكتاب (أي في المجلدات الأول والثاني والثالث) حياة وأعمال كبار رجال الدولة والعلماء على مدى التاريخ الإسلامي، كما تتناول أيضاً شخصيات شهيرة من عصور ما قبل الإسلام ممن كانت لهم مكانة في العلم والأدب. ويتحدث القسم الثاني من الكتاب (أي في المجلدين الرابع والخامس) عن كنى وأنساب وألقاب هؤلاء الأعلام المذكورين في القسم الأول وغيرهم بطريقة منهجية معينة.
ثم يأتي المجلد السادس الذي خصص للفهارس والكشافات، لأسماء الأعلام، وأسماء الكتب، وأسماء الأماكن، ثم أسماء المؤسسات.
ويسعد مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) تقديم هذا العمل الكبير لاستفادة الباحثين والقراء.