هذا الألبوم فريد في نوعه من حيث أنه محاولة لتوثيق الأضرار والدمار الذي أُلحق بالتراث المعماري الإسلامي في القدس من خلال مقارنة صور فوتوغرافية قديمة وأخرى حديثة لآثار ومعالم تاريخية. وقد اُختيرت الصور القديمة من أرشيف إرسيكا، والتقط الصورَ الجديدة السيد خالد زغاري. وكتب النصوص التعريفية الدكتور ناجح بكيرات. والألبوم ناتج عن مشروع بادر به السيد سفر توران (كبير مستشاري رئيس جمهورية تركيا) بالتنسيق مع إرسيكا. وقد نُشر الألبوم بدعم من وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).
ولما كانت القدس مدينة مقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود ومركزًا يحجّون إليه فقد باتت قبلة للحُجّاج والرحّالة والعلماء والفنانين، ثم مدينة تهوي إليها أفئدة المصوِّرين منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وقد تسابق الحُجّاج الذين زاروا القدس والكتّابُ والرحّالة والمصوِّرون لالتقاط الصور عن كل موضع فيها وتقديم المعلومات المستفيضة عنه. وللأسف فإن العديد من المباني التاريخية الظاهرة على الصور التاريخية قد اختفت منذ ذلك الحين. ولا زالت أعمال الهدم في المدينة التاريخية مستمرة إلى الآن فضلا عن بناء المستوطنات اليهودية.
ولقد قام إرسيكا بأنشطة متنوعة في إطار تسجيل تراث القدس والمحافظة عليه، من جملتها أنه نشر في عام 2009م ألبوماً بحواشٍ بالعربية والتركية والإنجليزية يحوي صورا فوتوغرافية عن القدس مختارة من مجموعة ألبومات السلطان عبد الحميد الثاني (أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين).