نتج هذا الألبوم الغنيّ بالصور الفوتوغرافية التاريخية عن مدينة قونية التركية عن مشروعٍ مشتركٍ طموح بين إرسيكا وبلدية قونية الكبرى تضمّنَ تجميعَ الصور الفوتوغرافية عن قونية الموجودة في أرشيف إرسيكا ومجموعات البلدية في ألبومٍ شاملٍ من شأنه أن يكون بمثابة مرجعٍ للأجيال القادمة. وتُظهرُ الصُّوَرُ، التي يعود تاريخها عمومًا إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، مباني المدينة وآثارها وشوارعها وحياتها الاجتماعية وأنشطتها الاقتصادية، مع التركيز على التراث المعماري في فترات سابقة من التاريخ، وخاصة العهد السلجوقي والعثماني. وتحتوي الشروح الكثيرة المقدَّمة عن كل صورة على معلومات تاريخية مفصّلة. وبالإضافة إلى ذلك، تُقدَّمُ معلومات وافرة عن تاريخ التصوير الفوتوغرافي والمصوِّرين في قونية.
تقع قونية في قلب الأناضول، وكانت مركزًا إداريًّا وثقافيًّا رائدًا في منطقتها عبر التاريخ. وبلغت حضارةُ قونية أوجها في القرن الحادي عشر عندما أصبحت عاصمةً للسلاجقة حيث زُيّنت بالمساجد والمؤسّسات والبُنَى التحية وازدهرت فيها الأنشطة الاقتصادية. وأصبحت المدينة معروفةً في العالم كمركزٍ للعلم والمعرفة والتصوّف، ولاسيما مع مولانا جلال الدين الرومي وغيره من العلماء الصوفية المشهورين المرتبطين بقونية. وبعد تفكّك الدولة السلجوقية، أصبحت قونية في القرن الخامس عشر عاصمةً لإمارة قرمان. ثم واصلت المدينة ازدهارها في العهد العثماني فصارت مركزًا متقدِّمًا للتصنيع والتجارة. وكانت قونية مركزًا للإنتاج والتجارة والسياحة الثقافية والدينية في ظلّ الجمهورية التركية. وقد بدأت أنشطة إرسيكا المتعلّقة بقونية بعد اعتماد المؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة في منظمة التعاون الإسلامي قونيةَ مدينةً للسياحة لمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2016؛ وفي هذا الصدد، نظّم إرسيكا في نفس السنة، بالاشتراك مع جامعة قاراتاي وبلدية قونية الكبرى، الندوة الدولية حول «قونية في الحضارة الإسلامية»، ونشر أوراق بحوثها.
لقد قام العديد من المصوِّرين والرُحَّل والآثاريّين بزيارة قونية أو الاستقرار فيها على إثر ظهور التصوير الفوتوغرافي في الدولة العثمانية. ويحتوي الألبوم على أكثر من ستمائة صورة فوتوغرافية، مصحوبة بشروح باللغتين الإنكليزية والتركية. وَتَعْقُبُ المقدِّمةَ مقالاتٌ عن ألبوماتِ الصورِ الفوتوغرافية التابعة للسلطان عبد الحميد الثاني ويلدز، وعن مجموعات بلدية قونية الكبرى، وعن المصوِّرين المدرَجين في الألبوم. ورُتِّبت الصور الفوتوغرافية وشروحاتها أساسًا على النحو التالي: «مناظر عامة وبانورامية»، و«المعالم والآثار»، و«المدارس»، و«المساجد»، و«تكايا الدراويش»، و«القبور وشواهد القبور»، و«الخانات»، و«الحمامات»؛ و«النوافير والآبار»، و«المكتبات»، و«المباني العامة»، و«المدارس»، و«المتاحف والآثار»، و«السكك الحديدية ومحطات القطارات»، و«التجارة والمصانع»، و«المراسم»، و«الحياة الاجتماعية»، و«الثلوج والفيضانات»، و«الملابس»، و«القصور والبيوت»، و«المتنزهات والحدائق»، و«صور فوتوغرافية متنوعة»، و«الطرق والجسور»، و«القرى»، و«الشخصيات».