تقع مدينة بروسه في شمال غرب تركيا وهي نقطة التقاء العمران وطرق السياحة والتجارة وملتقى الثقافات والحضارات منذ عصر ما قبل التاريخ. وكانت بروسه العاصمة الأولى للدولة العثمانية مدة من الزمن (1335-1363) وموطنا للسكنى في كل عصر. وهي اليوم من أكبر المدن الصناعية في تركيا ولا تزال مركزا مهما في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والتاريخ والفنون والعمارة. ونشر إرسيكا ألبوما لصور فوتوغرافية رائعة خاصة بمدينة بروسه التاريخية وترجع إلى عهد السلطان عبد الحميد الثاني أي إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وقد تم اختيار الصور من مجموعات أرشيف إرسيكا الفوتوغرافي وهي: أرشيف يلديز الفوتوغرافي للسلطان عبد الحميد، ومجموعة فخر الدين باشا، ومجموعة صبيحة دارغا، ومجموعة صالح كرامت نگار، ومجموعة هدايت ياووز نوح اوغلى، ومجموعة حكمت اوگوت، ومجموعة إرسيكا، ومجموعة ابن الأمين محمود كمال إينال.
ويضمّ هذا الألبوم صورا لعدد من المصورين ومعامل التصوير ويقدِّم معلومات موجزة عن كل هؤلاء في فصل المصورين ومعامل التصوير. ويبدو من خلال الصور مدى الأهمية التي حظيت بها بروسه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وأن عاصمة الدولة العثمانية خلال مرحلة التأسيس كان قد تم أيضا إنعاشها بمشروعات كالمدارس والمصانع والأسبلة والطرق وليس بالحنين إلى الماضي فقط. وتنقسم صور الألبوم إلى عشرة أقسام وهي: المناظر العامة، والمحلات والأحياء، والأبواب، والمساجد، والأضرحة والمقابر، والمباني، والأسبلة والسواقي، والشوارع والطرق والجسور، والاحتفالات، وصور الأشخاص وأرباب التجارة.
وهذا الألبوم عندما نشر في عام 2011م كان ذا مغزى؛ إذ يأتي في العام الذي أعلنته منظمة اليونسكو عاما للاحتفال بالذكرى الأربعمائة على مولد الرحالة العثماني أوليا چلبي (1611-1684م) وكانت مدينة بروسه تحمل أهمية خاصة بالنسبة له. فهي أولى المدن التي بدأ رحلته المشهورة منها بعد استانبول؛ وهي أحد الأماكن القليلة التي توجه إليها بشكل خاص قاصدا التعرف عليها ودراستها. ويأتي الحديث عن بروسه وأطرافها في المجلد الثاني، أي عقب المجلد الأول الذي خصصه للحديث عن مدينة استانبول في رحلته (سياحتنامه) التي تقع في عشرة مجلدات.