نظَّمت الأكاديمية الصينية للعلوم (بكين) ومركز إرسيكا ندوة حول “الصين والعالم الإسلامي: لقاءات ثقافية”، وكانت هذه الندوة الأولى من نوعها حول هذا الموضوع بهدف الشروع في استكشاف التاريخ المديد والثري للتبادل وللعلاقات الثقافية بين حضارتين عظيمتين، الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية. وفضلا عن الأهمية العلمية للموضوع فإن استقصائه سيساعد على تعزيز العلاقات القائمة بين الصين والعالم الإسلامي في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والثقافة. وقد ألقى السيد تشاي جيون نائب وزير الشؤون الخارجية الصيني كلمة في الجلسة الافتتاحية. وتميزت جلسات الندوة بمستوى عال حيث قُدِّمت فيها بحوث تناولت موضوعات مهمة ومتنوعة ومن اختصاصات مختلفة مما أدى إلى إثراء الآثار الأدبية الموجودة حتى الآن بالنظر للمعلومات والدراسات والتحليلات الجديدة التي أتى بها الباحثون؛ كما أسفرت الندوة عن نتائج فيما يخص سبل وقنوات التبادل في سياقات مختلفة. وتشمل هذه الأخيرة تفاعلا في الفلسفة والعلوم عن طريق الترجمة المتبادلة للأعمال، والتأثير المتبادل في الفنون والعمارة، والأسفار والمهمات لأسباب دبلوماسية وتجارية وتربوية وغير ذلك. وزيادة على دراسة موضوعات تاريخية فقد نُوقشت في الندوة العلاقات الثقافية الحالية والآفاق المستقبلية. وسُجلت في الجلستين الافتتاحية والختامية ملاحظات وتوصيات ذات أهمية نظرية وعملية. ومن جملة ما أُوصِيَ به هو إضفاء طابع دوري على الندوة.
يستهل الكتاب بالكلمات الافتتاحية، يليها خمسة وعشرون مقالا، إما بالإنجليزية وإما بالصينية مع ملخصات باللغة الإنجليزية، رُتِّبت تحت عناوين موضوعات الجلسات: “المسارات التاريخية للعلاقات بين الصين والعالم الإسلامي”، و “التواصل والتفاعل في الفن”، و “التفاعل الثقافي من خلال الأدب واللغة”، و “اللقاءات الثقافية في العلم والدين والفكر”، و “العلاقات بين الصين الحديثة والعالم الإسلامي”، و “الصين والعالم الإسلامي في السياق العالمي”.