يبحث هذا الكتاب في ثقافة التعايش السلمي في الإسلام مع التركيز على تاريخ العالم الإسلامي، ولا سيما في العهد العثماني. ويتناول المؤلّف في الفصل التمهيدي الإطار المفاهيمي والفلسفة الكامنة وراء التعدّدية الدينية والثقافية في التراث الإسلامي. ويوضّح في الفصل التالي موقف الإسلام المتسامح تجاه اليهود والمسيحيين (أهل الكتاب) والطوائف الدينية الأخرى مثل الزرادشتيين والهندوس والبوذيين وغيرهم، مستندًا إلى أمثلة من بينها دستور المدينة المنوّرة الذي أصدره النبي صلى الله عليه وسلم. ويلي ذلك أمثلة على التعدّدية في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، وآراء المذاهب الفقهية الإسلامية الرئيسية في هذا الموضوع. وتتناول الفصول التالية موضوعاتٍ مثل مسؤوليات غير المسلمين (دفع الجزية والخراج وضريبة التجارة كالتزاماتٍ مالية)، ومناقشة نظام الملل وتطبيقه في فترات مختلفة من الحكم العثماني من خلال أمثلة، والتطورات التي حدثت بعد إعلان المرسوم السلطاني للتنظيمات عام 1839، وتطور حقوق غير المسلمين. ويعرض الفصل الأخير من الكتاب ثلاث حالاتٍ للتعدّدية الدينية الثقافية والتعايش السلمي في إستانبول، وهي: دار العجزة، ومنطقتا قوزگونجوق وأورتا قوي حيث توجد مبان دينية متجاورة لشعوب من ديانات مختلفة. ويحتوي الكتاب على ستّ وعشرين صورة ملّونة وغير ملونة.
منشورات ذات صلة
Close