نشر إرسيكا الطبعة الثالثة المنقّحة والمزيدة لأمشاق الخطاط محمد شوقي أفندي (1829-1887) في الثلث والنسخ. وكان قد تولّى إعداد طبعتها الأولى في عام 1999، بصفته حينئذٍ أمانةَ اللجنةِ الدوليةِ للحفاظِ على التراثِ الثقافي الإسلامي، التابعةِ لمنظمة التعاون الإسلامي، والجهازَ التنفيذيَّ لها، وتكفّلت اللجنة بنشرها. ثم نشر إرسيكا الطبعة الثانية في عام 2010 في إطار سلسلة إرسيكا للكتب الفنية، بعد اندماج اللجنة وإرسيكا في عام 2000. والكتاب مطلوب بشدة من الخطاطين الراغبين في صقل مواهبهم وهو نفيس عند عشّاق فن الخط. وتحتوي الطبعة الثالثة على نسخ طبق الأصل للأمشاق، مع حواشٍ. وتستهل بنصوص تمهيدية للبروفيسور أوغور درمان عن تدريس فن الخط وطرق تدريسه والمراحل المتبعة وأعمال محمد شوقي وأمشاقه التي أعدّها لتلامذته.
تلقى محمد شوقي تدريبه في فن الخط في اسطنبول منذ صغره، وتعلّم الثلث والنسخ والرقاع على يد خاله محمد خلوصي أفندي (ت 1874م) حتى نال الإجازة منه وعمره آنذاك اثنا عشرة سنة. ثم صقل مواهبه مع الوقت ومهر في الخط حتى ابتكر لنفسه طريقة استلهمها من أعمال كبار الخطاطين وعلى رأسهم الحافظ عثمان (ت 1698م) ويدي قُولَه لي عبد الله (ت 1731م) ومصطفى راقم (ت 1826م)، وعُرفت فيما بعد باسم «مدرسة شوقي». ودرّس الخط في المدرسة العسكرية التي كان يتخرّج منها الكُتّاب العسكريون، وكان يعطي أيضاً دروساً خصوصية للتلامذة. أما وظيفته الأساسية فقد كانت في «قلم التحريرات بنظارة الحربية». وكتب شوقي أفندي خمسة وعشرين مصحفاً ومجموعة من دلائل الخيرات والأوراد والقطع والمرقعات والحليات.
وأما الجزء الخاص بالمفردات في الكتاب، وما يليها من مركبات قصيرة في هذا المشق، قد صُوِّر عن أصله المحفوظ بمكتبة متحف طوب قابي سراي. وأما المركبات التي تليها، فقد صُوّرت من مجموعة أكرم حقي آيويردي، المحفوظة في وقف «قبه التي للثقافة والفنون». وأما مشق الحلية النبوية الشريفة، التي كان يوليها شوقي أفندي عناية خاصّة حيث كان يحرص على أن يتدرّب عليها تلامذته، فقد جرى تصويره عن أصله المحفوظ في مكتبة متحف طوب قابي سراي وقد أُلحق في نهاية هذه الأمشاق.