يتناول هذا الكتاب جوانب مختلفة من فن الأرابسك، من حيث تعريفاته المختلفة والمراحل التاريخية التي مرّ بها، ويحلِّل بنيته وجوانبه الجمالية والتطورات النظرية والعملية المتعلّقة به، مع مراعاة علاقته بالعمارة الإسلامية، وكذلك بفن الخط والإبرو (الرسم على الماء)، وزخارفه وأشكاله النباتية والهندسية الظاهرة على المشغولات المعدنية والخشبية والخزف والتطريز والسجّاد والكليم. ويستعرض الكتاب أيضًا مختلف أنواع الأرابسك التي تتميز بها دول العالم الإسلامي، فضلًا عن الواقع الاقتصادي لهذا الفن، وآفاق تطوره، وتأثيره على الفنون الأوروبية منذ سقوط غرناطة حتى ظهور الفنون المعاصرة.
ونظراً لأهمية هذا الفن والدراسات التي خصّه بها الفنانون والمستشرقون، فقد أُعدّ هذا الكتاب بطريقة تستعرض التعريفات والشروحات المختلفة التي ظهرت في أوقات مختلفة من التاريخ، والأسماء المختلفة التي أُطلقت عليه، والتي كانت في كثير من الأحيان تشير إلى خصائص مختلفة اكتسبها هذا الفن في عصور مختلفة، بالإضافة إلى المعاني الكلاسيكية الراسخة. وبذلك يجد القارئ فيه معلومات عن المصطلحات المستخدَمة في هذا المجال، مرتَّبة ترتيبًا أبجديًّا، فضلًا عن قائمة مفصّلة للمصادر التي استخدمها المؤلِّفون. ويحتوي الكتاب على مائتين وسبعين صور ملوّنة تبيّن ثراء هذا الفن وتطبيقاته في العمارة الإسلامية، وفنّ الخط، والإبرو، والزجاج المعشَّق، والحفر على الخشب، وأعمال الصدف وغيرها من المواد، والمشغولات الفضية، والمنمنمات، والسيراميك، والتطريز، والباتيك، والسجّاد والكليم، والرسم على الحرير، والمنسوجات، والمشغولات الجلدية، والمصنوعات النحاسية، وغيرها من مجالات الحِرف اليدوية. ولهذا يمكن اعتبار هذا الكتاب مرجعًا علميًّا شاملاً عن فن الأرابسك بجوانبه المختلفة.