بصدور هذا الألبوم، أصبحت مجموعة رائعة من لوحات الخط الأصلية المملوكة لجامعة معمار سنان للفنون الجميلة، الكائنة بإستانبول، متاحةً للجمهور بشكل دائم لأول مرة، بعد إقامة معرض عنها في شهر أبريل من عام 2022. وتتكون المجموعة، التي تحمل اسم “مجموعةٌ من لوحات الخط لأكاديمية الفنون الجميلة”، بِحُكْمِ كَوْنِ الجامعةِ سابقاً أكاديميةً، من أعمالٍ لمجموعة من الفنانين المشهورين الذين درَّسوا في قسم الفنون الزخرفية التركية خلال الثلث الثاني من القرن العشرين. وقد أُنشأ القسم في عام 1936، عندما أُلحقت المدرسة السابقة للخطاطين، التي أُسِّست في عام 1915 وأعيد تسميتها فيما بعد بمدرسة الفنون الزخرفية الشرقية، بالأكاديمية بنفس الكلية. ومع الوقت، وصل بعض المعلِّمين في القسم إلى سنّ التقاعد الإلزامي ولم يخوَّل لهم حق الاستفادة من معاش تقاعدي بسبب توظيفهم كمعلِّمين مساعدين؛ ومن أجل مساعدتهم على تغطية نفقاتهم، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بأن تدفع لهم أجور مقابل إنجاز لوحة خط كلّ شهر. ونتيجة لذلك، ظهرت مجموعة نفيسة من لوحات الخط برعاية الأكاديمية. وهي تضم أساتذة ماهرين في فن الخط والتذهيب، وهم: كامل آق ديق (ت 1941)، ونوري قورمان (ت 1951)، ونجم الدين أوق ياي (ت. 1976)، وإسماعيل حقي آلتون بزر (ت 1946)، وماجد أيرال (ت 1961)، ومصطفى حليم أوزيازيجي (ت 1964)، وأمين بارين (ت. 1987)، ورقّت كونت (ت. 1986)، ومحسن دمير أونات (ت. 1983)، الذين درّسوا هناك أو كان يَشْمُلُهُمْ هذا النظامُ، وأيضًا، سامي أفندي (ت 1912)، الذي كان أستاذَ أكثرهم قبل تأسيس المدرسة.
وتقصّ علينا الأقسامُ التمهيدية من الألبوم، التي كتبها الأستاذ الدكتور أوغور درمان، قصص المدارس، وحياة الفنانين وأعمالهم، وتاريخ نشأة فن الخط وأنماط الخط. وأُلحقت بِنُسَخِ اللوحات حواشٍ تبيّن أسماء الخطاطين والمذهِّبين، وتواريخ لوحاتهم، وأنماط الخط، ومواصفات سطح الورق والزخارف، مصحوبةً بترجمات، لأغراض إعلامية، لنصوصها التي هي عبارة عن آيات قرآنية وأحاديث وأشعار وأمثال، من أصولها باللغة العربية أو الفارسية أو التركية العثمانية إلى الإنجليزية والتركية. وتقدِّم مقدّمة الأستاذ الدكتور هاندان اينجه، رئيس جامعة معمار سنان للفنون الجميلة، ومقدّمة الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج، المدير العام لإرسيكا، لمحة عن العمل التحضيري والتعاون الحاصل من أجل إصدار هذا الألبوم.
ونظرًا للأهمية البالغة لمجموعة لوحات الخط والمعلومات الوفيرة الواردة في النصوص، سيكون الألبوم مرجعًا قيمًا لفن الخط الإسلامي.