يحتوي هذا الكتاب على عشرين مقالة تستند إلى أوراق البحوث التي قُدّمت في المؤتمر الدولي الذي نظّمه المتحفُ (محمية) الوطني التاريخي والثقافي “حضرت سلطان” (وزارة الثقافة والإعلام في جمهورية قزخستان) وإرسيكا، يومي 10 و11 تشرين الأول / أكتوبر 2023. وجلُّ أصحاب المقالات هم متخصّصون في التصوّف، وهم من مختلف أنحاء البلاد الإسلامية ولهم إنجازاتٌ علمية وخبرةٌ واسعة في مجالاتهم.
ويتناول الجزء الأول، الذي يستند إلى مصادر اُستُكشفت حديثًا، الصورة التاريخية لأحمد يسوي ومختلف التوصيفات المقدَّمة عنه. وهو يحتوي على بياناتٍ ومعلوماتٍ أُدرجت في الوسط العلمي لأول مرة، مثل الكتابات المنقوشة على ضريح الصوفي الشهير، والاستكشافات الأثرية، والآثار المعمارية، والأختام، ووثائق الأرشيف، والمخطوطات المنسوبة إلى مجموعاتٍ خاصة. وتُدْرَسُ هذه المعلوماتُ وتُحلَّلُ من وجهات نظر مدارس مختلفة في الدراسات الشرقية، وكذلك وفقًا لمناهج وأساليب جديدة تمامًا.
وأما القسم الثاني من المقالات فهو مخصّص لدراسة الآثار الأدبية التي تعود إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر. وهي تعكس مرحلةً جديدة من الدراسات المتعلّقة بتجميع الحِكَمِ. ويتناول هذا القسمُ العمليات المتعلّقة بإحصاء الحِكَمِ، ونشر مجموعاتها باستخدام طريقة الطباعة الحجرية، ونموّ عدد المنشورات المطبوعة وتداولها، والترجمات الحَرْفِية للحِكَمِ إلى لغاتٍ مختلفة، وتفسيرها من قبل الشعراء والفلاسفة والصوفيين في عصرنا. وأوصى المؤلِّفون بإنتاج كتالوج كامل للحِكَمِ المكتوبة بخط اليد والمحفوظة في مجموعات العالم وتجميع كلّ الحِكَمِ المعروفة بالخط العربي.
ويتناول الجزءُ الثالثُ من المقالات التفاعل بين الطريقة اليسوية وغيرها من الطرق الصوفية وما جرى بينهما من تأثير متبادل، كالطريقة الكبراوية، والنقشبندية، والنقشبندية المجدّدية، والنقشبندية الخالدية، والبكتاشية وغيرها من الطرق الصوفية. كما تُدْرَجُ معلوماتٌ لأول مرة في الوسط العلمي من خلال المقالات ورسوماتها الملوّنة عن المعالم المعمارية، والأختام، والصفحات الأولى من المنشورات القديمة، والدبلومات في العصور الوسطى، وغير ذلك. وستكون هذه المعلومات ذات أهمية للمتخصّصين العاملين في مجالات التاريخ الإسلامي، والفن، والثقافة، والتعليم، وخاصة أولئك المهتمين بالحضارة الإسلامية في آسيا الوسطى.