يأتي هذا الكتاب المتعلق بالأردن استكمالاً لما يقوم به إرسيكا في مجال نشر الوثائق العثمانية ووضعها في متناول الباحثين. وقد أُعد استجابة لطلب مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي. وقد كلّف بإعداده الأستاذ الدكتور فاضل بيات الخبير في إرسيكا والذي استعرض فيه المئات من الوثائق التي تعدّ من أندر الوثائق التاريخية عن الأردن والمحفوظة في الأرشيف العثماني بإستانبول، ومعظمها تنشر لأول مرة، وهي تسلّط الأضواء على حقبة زمنية تمتد أربعة قرون أي من بداية انضواء المنطقة تحت الحكم العثماني ولغاية انسحاب العثمانيين منها.
تحتل الوثائق المتعلقة بالأردن حيزاً مهماً ضمن مجموعات وثائق الأرشيف العثماني نظراً للموقع الذي يحتله الأردن ولمرور طريق الحج الشامي من دمشق إلى الحرمين عبر أراضيه وما شهدته منطقة الأردن من أحداث مختلفة طيلة العهد العثماني. وهذه الوثائق محفوظة في تصانيف مختلفة من هذا الأرشيف وصُنِّفت حسب ما كانت موجودة في الدوائر العثمانية المختلفة. وقام المُعِدُّ باستعراض المعلومات الواردة في الوثائق وتبويبها موضوعيا وترتيب كل موضوع من الناحية الزمنية، وسعى جاهدا إلى الإحاطة بحيثيات الموضوع الواحد بشكل متكامل وحسب وروده في الوثائق وتفريغ المعلومات الواردة فيها. ونظرا لاستحالة نشر كل الوثائق فقد اكتفى المؤلف في الكتاب بنشر 413 وثيقة قام بدراستها تحت عناوين الفصول الآتية: بداية توطيد الحكم العثماني في مناطق عجلون والكرك والشوبك ومعان؛ وعائلة قنصو بك الغزاوي: أمراء عجلون والكرك؛ وعهد الباشوات؛ والشؤون الإدارية؛ والشؤون البلدية والعمرانية والصحية والخدمات العامة؛ وشؤون التعليم والمؤسسات التعليمية؛ والمؤسسات التعليمية المسيحية والتبشيرية؛ والشؤون القضائية؛ والمؤسسات والأوقاف والشؤون الدينية الإسلامية؛ وشؤون الطوائف المسيحية؛ وشخصيات أردنية في الإدارة المحلية ومجلس المبعوثان العثماني؛ وتكريم وجهاء البلدات وشيوخ العشائر؛ وإسكان المهاجرين.
والقسم الأكبر من الوثائق المنشورة في الكتاب عبارة عن وثائق مفردة معظمها كُتب رسمية، وقسم منها ورد مسجلاً في الدفاتر/ السجلات. كما يتضمن الكتاب خارطتين و23 صورة فوتوغرافية تاريخية عن الأردن التقطت في أوائل القرن العشرين.
تبرز الوثائق جوانب مخفية من تاريخ الأردن وتكشف الكثير من الغموض الذي يكتنفه، ولهذا فهي مصادر أساسية لكل من يتناول هذه الحقبة المدروسة.