نظَّم إرسيكا وجامعة الشرق الأدنى في نيقوسيا (قبرص الشمالية) مؤتمرا حول موضوع الحضارة الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط في ديسمبر عام 2010م. وساهمت بحوث الباحثين من شتى القارات في تقديم لمحة عن الحياة في هذه المنطقة عبر أزمانها المختلفة مع التركيز على وجود المسلمين فيها ومشاركتهم في مختلف المسارات ومن جملتها تنمية المدن، والفنون والعمارة، والعلوم والتربية، والممارسات الإدارية.
إن الإسلام على عكس اليهودية والمسيحية لم يولد في محيط البحر الأبيض المتوسط وإنما وصل إليه في منتصف القرن السابع الميلادي. ثم انتشر في القرن الأول الهجري في السواحل الجنوبية والشرقية والغربية للبحر الأبيض المتوسط. وفي القرون اللاحقة ظل التبادل التجاري والثقافي بين المسلمين والأوروبيين قائما دون انقطاع سواء في أوقات الحرب (مثل الحروب الصليبية) أو السلم. وقد ساهم هذا في إثراء التنوع الثقافي للحضارات التي ازدهرت في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وتعكس الدراسات والبحوث القيِّمة التي يتضمنها الكتاب عمق هذا التراث المتعدد الثقافات ومكوناته الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء المنطقة.