نظّم إرسيكا وجامعة كاراتاي التابعة لغرفة التجارة في قونية وبلدية قونية الكبرى بمناسبة برنامج منظمة التعاون الإسلامي “قونية، عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2016” الندوة الدولية حول “قونية في الحضارة الإسلامية”. وعُقدت الندوة من 17 إلى 19 كانون الأول / ديسمبر 2018، وتزامن افتتاحها مع احتفالات “شب عروس” (ليلة العرس) المرتبطة بالعلامة الصوفي المشهور عالميا مولانا جلال الدين الرومي.
واتّخذت الدول الأعضاء في منظّمة التعاون الإسلامي القرار باختيار قونية عاصمةً للسياحة الإسلامية لعام 2016 في الاجتماع الرابع للجنة تنسيق السياحة (جاكرتا، إندونيسيا، 2014) التابعة للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (كومسيك)، وفقًا لشروط الاختيار كما حدّدها المؤتمر الإسلامي لوزراء السياحة في دورته الثامنة (بانجول، غامبيا، 2013). وقونية هي مركز ثقافي وحضاري مهمّ، وهي معروفة بأنها كانت عاصمة الدولة السلجوقية وموطنًا لشخصيات بارزة مثل مولانا جلال الدين الرومي، وصدر الدين القونوي، وشمس التبريزي، وصاحب أتا، وجلال الدين كاراتاي، وحاجي وييس زاده مصطفى صبري أفندي، فضلا عن مدارس ومنظمات دينية وعلمية مختلفة.
حضر الندوة باحثون من عشر دول هي ألبانيا وأذربيجان والهند وإيران والأردن وعُمان وروسيا وطاجيكستان وتركيا والإمارات العربية المتحدة. وبحثت الجلسات العلمية في الجوانب المختلفة لقونية باعتبارها مركزا للسياحة الثقافية وأبرزت بخاصة دور قونية في التاريخ الإسلامي وعطائها وأهميتها. وتناولت البحوث موضوعات تتعلق بالازدهار الثقافي والعلمي في قونية على مدار تاريخها الإسلامي، في عهد السلاجقة والعثمانيين وفي الزمن الحاضر؛ وكبار علماء الدين فيها ومؤسساتها التربوية والتطورات الاجتماعية والفنية والأدبية الحاصلة فيها؛ وتراثها العمراني والمعماري وروح التسامح المنبثقة من أجواء قونية العلمية الروحية والتي جعلت منها مدينة عالمية ورمزا للتسامح والرحمة. ويتضمن الكتاب عشرين بحثًا.