يولي إرسيكا أهمية لتكوين رصيد مرجعي وثائقي ونشر دراسات موضوعية عن التاريخ الإسلامي والتراث الثقافي للقدس وفلسطين. وقد اُختير هذا الكتاب للأستاذة الدكتورة فاطمة أَقُّوشْ يِغِيتْ (رئيسة قسم التاريخ في معهد العلوم الاجتماعية بجامعة إزمير كاتب جلبي) للنشر لتغطيته الزمنية الدقيقة لتاريخ القدس منذ الفتح الإسلامي حتى بداية العهد العثماني. ويحمل الجزء الأول من الكتاب عنوان «القدس منذ فتحها حتى حكم المماليك». ومنذ عهد الخليفة عمر رضي الله عنه، مرورًا بالعصر الأموي والعباسي، ثم بالدول التركية الإسلامية الأولى (الطولونية والإخشيدية)، ثم بعهد الفاطميين والسلاجقة والمملكة الصليبية في القدس، يتناول هذا الجزءُ تاريخَ القدس حتى عهد صلاح الدين الأيوبي وما بعده. ويتناول الجزء الثاني «القدس في العصر المملوكي»، في جوانبه المتعلّقة بالتاريخ السياسي والأنظمة الإدارية والعسكرية، حيث يجد القارئ معلومات مفصّلة عن بنية الدولة ودوائرها ومسؤوليها. أما الجزء الثالث فهو مخصّص «للسّكان والبنية الاجتماعية والحياة الحضرية في القدس»، حيث يجد القارئ معلومات ضافية عن مختلف الطوائف الدينية والعرقية واللغوية والمؤسسات والبنى التحتية. ويجد القارئ في الجزء الرابع الذي يحمل عنوان «أعمال المماليك في القدس»، دراسات تفصيلية حول السياسات والخصائص والأعمال التي أنتجها وأنشأها كلٌّ من سلاطين المماليك الاثني عشر، من بيبرس (1260-1277) إلى قايتباي (1468-1496). ويرى إرسيكا أن هذا الكتاب، من خلال تغطيته الزمنية ومنهجه العلمي، سوف يلبي حاجة ماسّة.
