هذا الكتابُ عبارة عن المجلد السابع ضمن «سلسلة تاريخ البلدان الإسلامية من خلال وثائق الأرشيف العثماني»، ويتناول محورَيْنِ رئيسيَيْنِ: المحورُ الأول يبحثُ في الوثائق المتعلقة بمسلمي الأندلس والدولة العثمانية، وهو الفصل الأول؛ والمحورُ الثاني ينظرُ في الوثائق المتعلقة بحكومة فاس في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، ويتكون من ثلاثة فصولٍ هي: «عهدُ الشريف محمد الشيخ والشريف عبدالله الغالب»، و«عهدُ الشريف عبدالملك» و«عهدُ الشريف أحمد المنصور».
وتبرزُ وثائقُ المحور الأول مدى اهتمام العثمانيين بمسلمي الأندلس بعد سقوط غرناطة والظروف التي حالت دون تمكّنهم من تقديم المساعدة اللازمة لهم وإنقاذ دولتهم، لكن دون توانيهم في تقديم العون لهم بوجه أو بآخر، وخاصة نقل المعلّقين منهم من السواحل الإسبانية إلى الأراضي العثمانية المختلفة رغم المخاطر المحدقة بسفنها المتوجهة إلى هذه السواحل لهذا الغرض. ويرى المؤلف أيضاً أنه لو كان قُدِّرَ للعثمانيين الوصولُ إلى الأندلس قبل سقوط غرناطة لكان التاريخ يأخذ مجرًى آخرَ ولكان مسلمو الأندلس ينجون وكذلك هويتهم الثقافية العربية، لكنّ الحظ لم يسعف الأندلس كما أسعف شمال إفريقيا. وأما المحورُ الثاني من الكتاب فيتناول مسألة تبعية فاس للدولة العثمانية من عدمها، ولاسيما في العهد السعدي، ويبرزُ أوجهًا لها خفيت عموماً عن الباحثين الذين لم يوفّقوا في فهم هذه الوثائق خاصة.