تعدُّ الاتصالاتُ الثقافية بين كوريا والعالم الإسلامي بمثابة نتيجةٍ للعلاقات التجارية بين الصين القديمة والجزيرة العربية عبر الطرق البحرية، ويُعتقد أنها بدأت منذ القرن الثالث الهجري، أي منتصف القرن التاسع الميلادي. ولهذا، وعلى عكس الفهم السائد سابقًا بأن الإسلام قد دخل إلى كوريا في عام 1955 بواسطة اللواء التركي الذي كان جزءًا من قوّات الأمم المتّحدة، فإن الإسلام أو نفوذه الثقافي قد تغلغل في كوريا قبل ذلك بوقتٍ طويلٍ. ويتتبّعُ هذا الكتابُ الجوانب المختلفة لهذا التراث التاريخي الذي دعمته الاتّصالاتُ الوثيقة والودية بين كوريا والمنطقة الثقافية الإسلامية بالإضافة إلى الأنشطة التعليمية للمجتمعات التركية في كوريا قبل العصر الحديث.
وقد كان هذا الكتاب رائدًا في توضيح هذه العملية حيث خصّص المؤلِّفُ، البروفيسور هي سو لي، وهو أستاذٌ في قسم الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة هانيانغ في كوريا ومديرُ متحف الجامعة، سنواتٍ من البحث لهذا الموضوع بدءًا من أيام تحضيرهِ دكتورَاه في جامعة إستانبول حتى تقديم أطروحته بعنوان «انتشار الثقافة الإسلامية التركية في شرق آسيا» المكتوبة باللغة التركية. وبدعوةٍ من إرسيكا، قام المؤلِّفُ بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وهو ما أسفر عن هذا الكتاب بعنوان «ظهور الإسلام في كوريا (سرد تاريخي)». واستمرَّ اهتمامُ المؤلِّفِ بالبحثِ في هذا الموضوع منذ ذلك الحين، وتُوِّج ذلك بكتابٍ لاحقٍ أصدره إرسيكا بعنوان «كوريا والعالم الإسلامي. سردٌ تاريخيٌّ» في عام 2020.