نظَّمَ إرسيكا وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية )عُمان( وجامعة زنجبار الحكومية، الندوةَ الدولية حول «تاريخ الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا »، في مدينة زنجبار بتنزانيا، من 2 إلى 4 سبتمبر 2013 . وافتتح المؤتمرَ الدكتورُ علي محمد شين، رئيسُ زنجبار رئيسُ جامعة زنجبار الحكومية، والدكتورُ عبد المنعم بن منصور بن سعيد الحسني، وزيرُ الإعلام العُماني. وقدَّم باحثون من الجزائر وبوروندي وجزر القمر ومصر والعراق وكينيا وعُمان والسويد وتنزانيا وتونس وتركيا وأوغندا والمملكة المتحدة واليمن وزيمبابوي أوراقَ بحوثٍ.
لقد تكثّفت العلاقات بين منطقة شرق أفريقيا وبين غرب آسيا وجزيرة العرب بعد مجيء الإسلام إلى شرق أفريقيا وزاد التفاعل الحضاري بعد القرن الأول الهجري عندما رحّب السكان المسلمون هناك بالمهاجرين العرب الذين قدِموا إلى مدن شرق إفريقيا وموانئها ممّا أدى إلى إسلام الكثير من سكان البلد وقيام ممالك قوية ودول إسلامية. وكان لهذه الدول الإسلامية علاقاتٌ ودِّية مع غيرها من الدول الإسلامية في آسيا، من جملتها الدولة العثمانية. ومن أبرز مظاهر الازدهار الثقافي هو هجرة العلماء العُمانيين إلى المنطقة.
وتوطّدت العلاقات التي كانت قائمة بين عُمان ومجتمعات شرق إفريقيا منذ قرون. وحصل تغيير جذري عندما هَزمت دولةُ اليَعَارِبَة في القرن السابع عشر البرتغاليين المحتلين لزنجبار فعاد الحكم للعُمانيين في المنطقة؛ غير أن السكان في شرق أفريقيا لم يستطيعوا فيما بعد أن يحموا أنفسهم من غزوات البعثات التبشيرية الأوروبية التي فرّقت شمل السواد الأعظم من المسلمين.
ويحتوي الكتابُ على عشرة مقالات، ستةٍ بالعربية وأربعةٍ بالإنجليزية، ويتناول جوانب مختلفة من الحضارة الإسلامية في منطقة شرق أفريقيا والعلاقات بين جزيرة العرب وآسيا وخاصة بين دولة اليعاربة والدولة العثمانية.