يسرّ إرسيكا أن ينشر هذا الكتاب الأول المتعلق بالحضارة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية وهو ثمرة التعاون مع المؤسسات والجامعات والمتخصصين في المنطقة. وعُقدت الندوة حول “الحضارة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية” في جوهانسبرغ، جمهورية جنوب أفريقيا، من 31 أغسطس/أوت إلى 3 أيلول/سبتمبر 2006. وشارك في تنظيمها إرسيكا، ومؤسسة أوقاف جنوب إفريقيا، وجامعة جوهانسبرغ. وتعدّ الندوة حدثاً مميَّزاً والأولى من نوعها ينظّمها إرسيكا ومنظمة المؤتمر الإسلامي في المنطقة. ومن وجهة نظر إرسيكا، تأتي الندوة في سياق برامجه البحثية حول التاريخ العام للحضارة الإسلامية من جهة، ودراساته الثقافية الإقليمية من جهة أخرى. وتعتبر هذه الندوة الثالثة من نوعها التي ينظّمها إرسيكا حول تاريخ الحضارة الإسلامية في إفريقيا، بعد الندوتين الأوليتين حول إفريقيا الغربية (دكار، 1996)، وإفريقيا الشرقية (كمبالا، 2003).
وكان هدف ندوة جوهانسبرغ، من بين أمور أخرى، تنمية المعرفة حول تاريخ الإسلام وتراثه في الدول الأعضاء في المنظمة وجيرانها في المنطقة؛ والتعريف أكثر بالتراث الديني والثقافي لمسلمي إفريقيا الجنوبية؛ وتعزيز الحوار بين الشعوب المسلمة في المنطقة مع شعوب الديانات والثقافات الأخرى. وقد حضر الندوة جمهورٌ غفيرٌ من الأوساط الثقافية والعلمية والشعبية.
ويضم الكتاب كلمات الافتتاح لأمين منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى؛ ومدير عام إرسيكا الدكتور خالد أرن؛ والدكتور إيسوب غلام بهاد، وزير في رئاسة جمهورية جنوب أفريقيا؛ والسيد إبراهيم رسول، رئيس الوزراء. ويلي هذه الكلمات مقالٌ رائع من إعداد الدكتور محمد هارون بعنوان “المجموعات المسلمة في إفريقيا الجنوبية في سياق الأبحاث”، ثم ست مقالات تحت عنوان “الخلفية التاريخية”، وخمس مقالات تحت عنوان “تحدي العنصرية والرد في السياسة”، وسبع مقالات تحت عنوان “الثقافة والتعلم الروحيان”، وسبع مقالات بعنوان “منوعات”. حقّق البحوث وأعدّها للنشر محمد هارون وسليمان إيسوب دانجور، متخصصان في التاريخ والثقافة الإسلامية في إفريقيا الجنوبية. وقد سمح المستوى الرفيع للمقالات وتنوعها بتغطية الموضوع بشكلٍ كامل مثلما تبيِّنه العناوين أعلاه.