يحتوي هذا الكتاب على خمسين مقالة علمية قُدِّمت في المؤتمر الدولي بعنوان “الحضارة الإسلامية في السهوب الكبرى. دراسات علمية تخليدا لذكرى العالم القزاقي الكبير في الدراسات الشرقية الدكتور تيمور قاسم بيسمبييف (1955-2016م)”، الذي نظَّمه إرسيكا بالتعاون مع معهد سليمانوف للدراسات الشرقية التابع لوزارة التربية والعلوم لجمهورية قزخستان، وعُقد في ألماتي، يوم 30 مارس 2017. ويستهل الكتاب بمقدمة المدير العام لإرسيكا الأستاذ الدكتور محمود إرول قليج ونص الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في المؤتمر الأستاذُ الدكتور عبد الستار حاجي دربيسالي (1947 -2021)، الذي كان آنذاك مديرا لمعهد سليمانوف للدراسات الشرقية (الباحث في التاريخ الإسلامي وكبير المفتين في قزخستان من عام 2000 إلى عام 2013).
ويتضمّن الفصل الأول بعنوان “الحضارة الإسلامية في منطقة آرال-قزوين” مقالات لكبار الباحثين من قزخستان حول الآثار الإسلامية في المنطقة. وهي تتناول خصّيصا تحديد الآثار وتسجيلها ودراستها حيث توجد النقوش المكتوبة بالخط العربي. وقد ساعدت الدراسات في تحديد نحو أربعمائة مقبرة وجامع. وتقيّم هذه المقالات حالة تقدّم الدراسات بخصوص هذه الآثار وحفظها وتقترح المزيد من الأعمال لدراسة معمّقة لها وحفظها وإعداد منشورات بخصوصها في المستقبل.
ويشتمل الفصل الثاني الذي يحمل عنوان “الدراسات الإسلامية” على مقالات تبحث في المصادر المكتوبة المكتَشَفة حديثًا عن تاريخ الحضارة الإسلامية في السهوب الكبرى، وهي مصادر مهمة للبحث في مجالات التاريخ وعلم الآثار وعلم الأختام والدبلوماسية والفولكلور وتراث المخطوطات.
ويحتوي الفصل الثالث على مقالات في موضوع “تدوين التاريخ” حول قزخستان وآسيا الوسطى. وتناول العديد منها العالم القزاقي الشهير تيمور قاسم بيسمبييف. ويحمل الفصل الرابع عنوان “النشاط الأكاديمي لتيمور بيسمبييف” ويتضمن ست مقالات تبرز مساهماته الأكاديمية من أوجه عدّة. وثمّ مقالة أخرى حول سيرته الذاتية ومحفوظاته، وهذه عبارة عن حصيلة حياة كاملة مكرّسة لجمع المصادر المكتوبة وتصنيفها ودراستها بشأن تاريخ الحضارة الإسلامية وثقافتها في السهوب الكبرى، ولا سيما عن تدوين تاريخ خواقند. وأما المقالة الأخيرة التي يشتمل عليها الكتاب فهي لتيمور بيسمبييف وهي بعنوان “اللغة التركية (الجغتائية) والفارسية في آسيا الوسطى – اللغتان المكتوبتان في خانات قزاق”.
كان تيمور بيسمبييف عالما كبيرا في الدراسات الشرقية وتاريخ آسيا الوسطى ومصادرها، ومعروفًا بشكل خاص بأبحاثه ومؤلفاته في زمان خانات خواقند (1710-1876). وتشمل مؤلفاته الفهارس المشروحة لسجلات خواقند وترجمته وتعليقه على سيرة علي قلي أمير خواقند الأشقر، وغير ذلك.