يتناول هذا الكتاب الشامل تاريخ الجامعة الحديثة التي ظهرت كجزء من عملية التحديث الثقافي التي أعقبت «التنظيمات العثمانية»، ويتتبّع مراحل تكوين الجامعة ويقيّمها منذ نشأة فكرة الجامعة الحديثة حتى تأسيسها كجامعة إستانبول، وذلك استنادًا إلى مصادر أصلية. هو ثمرة سنوات عديدة من البحث الذي أجراه البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، المختصّ في تاريخ العلوم والتعليم في العالم العثماني. ولقد كان إنشاء جامعةٍ على النمط الأوروبي بمثابة تحوّل في الحياة الثقافية والتربوية العثمانية. وبالإضافة إلى بناء الهياكل القانونية والإدارية والمالية للجامعة، فقد استلزم ذلك قرارات سياسية بشأن هذه المواضيع مثل نموذج الجامعة الذي يجب اتّباعه، والمناهج الدراسية، وأعضاء هيئة التدريس. ويستعرض هذا الكتاب العملية على نطاق واسع.
ويتكوّن المصنّف من ثلاثة كتب تقع في مجلّدين اثنين. ويبحث الكتاب الأول في نشأة فكرة الجامعة الحديثة منذ عهد التنظيمات وتحقيقها بعد ثلاث محاولات، ويحلِّل تطورها على مراحل، حتى الإصلاح الجامعي عام 1933. وأما الكتاب الثاني فيعالج تطور دار الفنون في ضوء المفاهيم والاتجاهات المتطورة في الحياة الثقافية والاجتماعية والعلمية. وأما الكتاب الثالث فيتناول بالتفصيل تطور كل من كليات العلوم والآداب والإلهيات والحقوق والطب من حيث مناهجها الدراسية وأعضاء هيئة التدريس فيها والمعاهد التابعة لها وأنشطتها.