هذا الكتاب عبارة عن طبعةٍ محقّقة للنسخة الأصلية المتمثلة في القرآن الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه الموجودة في متحف طوﭗ قاﭘـي سراي. وقام بدراسة هذه النسخة وأعدّها للنشر الباحثُ الكبير في الدراسات القرآنية والرئيس السابق للشؤون الدينية في تركيا، الدكتور طيّار آلتى قولاج. كما أصدر إرسيكا حديثاً نسختين تاريخيتين أخريين للقرآن. ويتعلقُ الأمر بالنسخة المعروفة بـ”مصحف فاضل ﭘاشا” المكتوبة باسم السلطان السلجوقي “طرغل بك” عام 582هـ/1186م، التي احتُفظ بها في مكتبة “غازي خسرو بك” في سراييفو والتي نشرها إرسيكا في طبعة مطابقة للأصل. أما النسخة الثانية فتُعد النسخة القرآنية الأولى من نوعها التي طُبعت في العالم الإسلامي وكانت قد طُبعت في كازان، تتارستان، عام 1803، ثم أُعيد طبعها في استانبول عام 2005 بمبادرة من بلدية كازان بمناسبة الإحتفال بالذكرى الألفية لمدينة كازان بعد قيام إرسيكا بمراجعتها من الجانب التقني. ويُعتبر “مصحف عثمان بن عفان رضي الله” المعروف أيضاً بـ “مصحف طوب قابـي سراي” من أقدم المخطوطات للقرآن الكريم التي مازالت موجودةً إلى يومنا هذا وقد أجرى بشأنه الدكتور طيّار آلتى قولاج دراسة مقارنة وتحليلاً تقنيا دقيقين. تستعرض مقدمة الكتاب المناهج المتبعة والنتائج المترتبة عنها. وزوّد الدكتور آلتى قولاج هذا النص المفيد بمزيد من المعلومات تخص تاريخ النُسخ القرآنية وتلاوة القرآن. ويُعتبر “مُصحف طوﭗ قاﭘـي” الأقرب إلى النص القرآني الكامل ما عدا بعض الآيات منه التي أصبحت لا تُقرأ بفعل تأثير الزمن عليها مثل ما أوضح ذلك الدكتور آلتى قولاج وتُقدّر بـ 23 آية. غير أن الصبر وروح البحث اللذين يلازمان الدكتور آلتى قولاج سمحاَ لَهُ بالتعرّف على هذه الأجزاء مستخدما في ذلك بعض الضوابط والرموز التي سمحت له بإعادة إنشاء النسخة الأصلية. وقام بتمويل طبعة الكتاب، صاحبُ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى في الإمارات العربية المتحدة وحاكم الشارقة.
