ينشر إرسيكا دراساتٍ علمية حول المصاحف القديمة الموجودة في مختلف المكتبات في جميع أنحاء العالم. وتقتفي هذه الدراسات آثار انتشار القرآن ابتداء من المخطوطات الأولى وتبحث في الحالات والتطورات المتعلقة برسم المصاحف وإملائها ومكوناتها المادية وغير ذلك من الأمور، مع ذكر أزمانها وأمكنتها. وصدر هذا الكتاب في عام 2017، وهو يعالج المصحف الشريف الموجود في المكتبة البريطانية بلندن والذي يحتمل أنه استُنسخ في القرن الأول الهجري. وهذا المصحف جزئي، فُقد أربعون في المائة منه، ولم يبق من أوراقه سوى إحدى وستين ورقة، وهو مكتوب على الرق ويتضمن سبعًا وثلاثين سورة منها تسع وعشرون سورة كاملة.
وقد أصدر إرسيكا من قبلُ المصاحف الآتية: المصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان الموجود في طوب قابي سرايي، في عام 2007؛ ومصحف المشهد الحسيني، وهو نسخة المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بالقاهرة، في عام 2009؛ والمصحف الشريف المنسوب إلى علي بن أبي طالب الموجود في صنعاء، في عام 2011؛ ومصحف متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، في عام 2014؛ ومصحف باريس الموجود في المكتبة الوطنية بباريس، في عام 2015، ثم مصحف توبنغن الموجود في مكتبة توبنغن بألمانيا، في عام 2016. كما نشر إرسيكا دراسة علمية تحت عنوان “المصاحف الأولى / دراسة وتدقيق لأقدم المصاحف التي وصلتنا”، وهي خلاصة لجميع الدراسات والبحوث التي أجريت على المصاحف السالفة الذكر. وهذه الكتب أعدّها الدكتور طيار آلتي قولاج، وهو عالم ثقة في علوم القرآن ورئيس سابق للشؤون الدينية في تركيا. وسوف تستمر سلسلة المصاحف هذه، بدراسةٍ مستفيضة وطبعةٍ موسّعة للمصحف الشريف الموجود في متحف قصر طوب قابي والمنسوب إلى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ وسوف تشمل الطبعة دراسةً مقارِنة بين هذا المصحف وغيره من المصاحف المذكورة من حيث الخصائص المادية والإملائية، وهي من جملة النتائج والملاحظات الجديدة التي تُوُصِّلَ إليها بواسطة سلسلة الطبعات.