يقوم إرسيكا في إطار دراساته المتعلقة بالقرآن الكريم بأبحاث تقتضي دراساتٍ علمية وتقنية على المصاحف الموجودة في أماكن مختلفة من العالم. وقد بدأ هذا العمل بتناول أقدم المصاحف التي يرجع تاريخها إلى القرنين الأولين من ظهور الإسلام. ويقوم بهذه الدراسات التي ينشرها إرسيكا بالعربية والإنجليزية، الدكتور طيار آلتي قولاج العالم الثقة في الدراسات القرآنية والرئيس السابق للشؤون الدينية في تركيا. وتُدْرَسُ المصاحفُ من حيث رسمُها وتهجيةُ حروفها وغير ذلك من الأمور التقنية وتُقارَنُ بمصاحف أخرى من نفس الزمان. ويتعلق هذا المجلد بالمصحف الموجود في مكتبة برلين الحكومية، والذي يتراوح تاريخه بين سنة 662م وسنة 765م. وتعلقت المجلدات السابقة حسب ترتيب صدورها بالمصاحف المنسوبة إلى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه المحفوظة في متحف قصر طوب قابي باسطنبول وفي المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بالقاهرة، وبالمصحف المنسوب إلى زمن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والموجود بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء، والمصحف المنسوب إلى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه والمحفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، والمصحف الجزئي المحفوظ في المكتبة الوطنية بباريس، والمصحف الجزئي الموجود في مكتبة جامعة توبنغن بألمانيا، والمصحف الجزئي الموجود في المكتبة البريطانية بلندن. كما قام إرسيكا في مجلد آخر بتجميع نتائج دراساته السابقة وأصدر طبعة موسعة عن كتابه الأول المتعلق بالمصحف الموجود في متحف قصر طوب قابي باسطنبول. وستستمر هذه الدراسات. وهذا الكتاب، فضلا عمّا يشتمل عليه من نتائج البحث، فهو بمنهجيته وما يتناوله من موضوعات يساهم في تنمية الدراسات التي تُعنى بتاريخ انتشار القرآن في جميع أنحاء المعمورة.
