هذا الكتاب هو نتاج مشروع بحثي لإرسيكا حول تاريخ انتشار القرآن الكريم من خلال نُسخه وتفاسيره وترجماته. ويشتمل على معلومات عن الترجمات المطبوعة في جميع أنحاء العالم، منذ اختراع آلة الطباعة في أوروبا حتى نهاية عام 2015. وهو طبعة مزيدة لببليوغرافيا إرسيكا الأولى الصادرة عام 1986، والتي تضمّنت الترجمات المنشورة حتى نهاية عام 1980.
وقد نُظّمت الدراسات حول الترجمات بصدد هذا المشروع في قسمين، قسم للترجمات المطبوعة وقسم للترجمات المخطوطة. ثم إن الدراسات حول الترجمات المطبوعة وتجميع البيانات بخصوصها هو عمل متواصل. وفيما يخص الترجمات المخطوطة، فقد نُشرت ثلاث ببليوغرافيات تحت العناوين التالية: “الببليوغرافيا العالمية لترجمات القرآن الكريم المخطوطة”: المجلد الأول: “الترجمات والتفاسير في جميع اللغات ما عدا اللغات التركية والفارسية والأردية” (2000)؛ والمجلد الثاني: “الترجمات والتفاسير باللغة الأردية”، الذي أُعدّ بمقدِّمة الدكتور أحمد خان، مدير مركز الحفاظ على المخطوطات العربية، في إسلام آباد، بباكستان (2009)؛ والمجلد الثالث: “الترجمات والتفاسير باللغة التركية” (2016).
بدأت طباعة نُسَخِ الكتب المقدسة والدينية وتفاسيرها بعد وقت وجيز من اكتشاف تقنيات الطباعة في أوروبا. وعلى مدى قرون من الزمن، فقد اتسم الكثير من الترجمات المنشورة في العالم الغربي بعدم الصحة والوفاء للنص الأصلي. وفي العالم الإسلامي، لم تبدأ طباعة الكتب الدينية حتى مطلع القرن التاسع عشر، وذلك احترازاً من الوقوع في الأخطاء المطبعية. وأولُ ترجمة مطبوعة في العالم الإسلامي كانت باللغة الأردية في عام 1803. وما انفكت الإصدارات تزداد من خلال ترجمات جديدة في لغات ولهجات مختلفة وإعادة طبع الترجمات القديمة.