نبذة تاريخية
إرسيكا جهازٌ متفرِّعٌ عن منظمة التعاون الإسلامي، وقد أُنشئ في عام 1979 كمركزٍ ثقافيٍّ للمنظَّمة التي كانت تُسمَّى آنذاك منظمة المؤتمر الإسلامي (www.oic-oci.org). كما أن الدول الأعضاء السبع والخمسين في منظمة التعاون الإسلامي هي أيضا أعضاء في إرسيكا.
وقد عَرَضَتْ فكرةَ إنشاءِ إرسيكا الجمهوريةُ التركيةُ خلال المؤتمرِ الإسلاميِّ السابعِ لوزراءِ الخارجية (المسمّى حاليًا مجلس وزراء الخارجية)، في اسطنبول، عام 1976، ووافق عليها المؤتمرُ بموجب القرار رقم 7/3-أ ق. واعتمدَ المؤتمرُ الإسلاميُّ التاسعُ لوزراء الخارجية (داكار، 1978) النظامَ التأسيسيَّ لإرسيكا، ثم عدَّلهُ فيما بعدُ مؤتمرُ القمة الإسلامي السادس (داكار، 1991) الذي اعتمد النظامَ الأساسي الإطاري للأجهزة الفرعية لمنظمة التعاون الإسلامي بموجب القرار رقم 6/1–ت (ق إ). وبدأ المركزُ نشاطه بعد اعتمادِ المؤتمرِ الإسلاميِّ الحادِي عشرَ لوزراء الخارجية (إسلام أباد، 1980) برنامجَ عملهِ السنويِّ الأولِ.
وزيادةً على المهام المنوطة بإرسيكا، فقد اضطلع هذا الأخير من عام 1983 إلى عام 2000 بوظيفة الأمانةِ والجهازِ التنفيذيِّ للجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي، وفقًا للنظامِ الأساسيِّ للجنة الذي اعتمده المؤتمرُ الإسلاميُّ الثالثَ عشرَ لوزراءِ الخارجيةِ (نيامي، 1982). وأُدمجت اللجنة في إرسيكا في يونيو 2000، بقرارٍ من المؤتمر الإسلامي السابع والعشرين لوزراء الخارجية (كوالالمبور، يونيو 2000)، بعد وفاة رئيسها، صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود ، الرئيسِ العامِّ لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية، في عام 1999. وبعد دمج اللجنة في إرسيكا، أُدرجت أنشطتها ضمن برامج عمل إرسيكا.
الاسم المختصر والشعار
يُعرف المركز عمومًا باسمه المختصر: “إرسيكا” (I.R.C.I.C.A)، وهي حروف تدل على هذه المعاني:
“اسطنبول”، و “الأبحاث”، و “المركز”، و “الإسلامية”، و “الثقافة”، و “الفنون”.
شعار المركز جزء من الآية 13 من سورة الحجرات (49): ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
واستُنسِخَ الشعارُ في لوحةِ خطٍّ مطبوعةٍ كتبها السيد حسن جلبي وزخرفتها السيدة رقة قونت، وكلاهما فنّانٌ بارعٌ من تركيا.
المقرّ
يوجد مقرُّ إرسيكا في منطقة الفاتح باسطنبول. وكان المركزُ يقع عند تأسيسه في عام 1979 في قصر يلديز باسطنبول، ثم نُقل في عام 2017 إلى مجمع يتكون من خمسةِ مبانٍ خصَّصتها له الرئاسةُ التركية في موقعٍ تاريخي بالمدينة.
- قصر يلديز
كان مقرُّ إرسيكا الأوّل في قصر يلديز التاريخي الذي كان أحد آخر مقرّات الدولة العثمانية. وقد خصَّصت الحكومةُ التركية مع الوقت للمركز أربعة مبانٍ من هذا القصر، وهي: سير كوشكو (Seyir Köşkü)، وچيت قصرى (Çit Kasr)، ومبنى ياوران (Yaveran)، ومبنى سلاحخانه (Silahhane). وقد قام المركز بترميم “چيت قصرى” و “مبنى ياوران” اللَّذين خُصِّصا له، الأولُ في عام 1982 والثاني في عام 1984، عن طريق حملاتٍ دولية لجمع الأموال بتبرعاتٍ من الدول والشخصيات الثقافية ورجال الأعمال. وبعد تخصيص المبنى الرابع لإرسيكا، وهو مبنى سلاحخانه، ليكون بمثابة مكتبته، رُمِّمَ المبنى من الداخل برعايةِ صاحبِ السموِّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائبِ رئيسِ دولةِ الإماراتِ العربية المتحدة رئيسِ مجلسِ الوزراِءِ حاكمِ إمارةِ دبي. وافتَتَحَ المبنى بمثابة مكتبة إرسيكا فخامةُ رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان، الذي كان حينئذ رئيسًا للوزراء، في حفلٍ أقيم في 17 مايو 2009 في ساحة القصر.
- مُجَمَّعُ البَابِ العَالِي
نُقل مقرُّ إرسيكا من قصر يلديز إلى منطقة الفاتح، في موقعٍ تاريخيٍّ بقلب اسطنبول، ابتداءً من شهر يوليو 2017. وتقع المباني الجديدة التي خصَّصتها رئاسةُ الجمهورية التركية لإرسيكا في مُجَمَّعٍ من المباني يُعَدُّ بعضها آثاراً تاريخية. واستُخدم المجمَّعُ حتى عام 2014 كمستودعٍ للأرشيف العثماني (خزينة الأوراق، أي أرشيف الدولة). وكانت المنطقة جزءاً من الباب العالي، أي مكاتب الصدر الأعظم. ويشمل هذا المبنى الآن المديرية العامة لإرسيكا وقاعةً للمعارض. وأما المباني الأربعة الأخرى المخصّصة للمركز فهي مستخدمة لأقسام البحوث، والمكتبة والوثائق، والمالية والإدارة. كما توجد قاعة للمؤتمرات في مبنى المكتبة.