التذهيب فن زخرفي يُطَبَّقُ على الورق والجدران وغير ذلك من السطوح باستخدام الأصباغ الطبيعية والاصطناعية، والطلي بالذهب من قيراطٍ وألوانٍ مختلفة، والحبر، وفرشاة رقيقة. ويستخدم التذهيب عموماً في تزيين لوحات الخط. وقد انتقل من الأستاذ إلى التلميذ على الطريقة التقليدية وأصبحت له أهمية بالغة في الثقافة الإسلامية والعالم الإسلامي نظرا للمنزلة العالية التي يحظى بها الكتاب، ولاسيما القرآن الكريم. ويتكون المخطوط من أجزاء وعناصر مذهَّبة، هي صفحتا الغلاف الأوليان، وأطراف عناوين الفصول، والوُرَيْدَاتُ، وغير ذلك. ولا توجد أعمال التذهيب في الكتب فحسب، بل هي موجودة أيضًا في المخطوطات وغيرها من الأعمال الفنية، مثل لوحات الخط والحلية الشريفة والقطعة والمرقّعة والفرمان والطغراء. وأما اليوم، فقد غدا التذهيب يستخدم أكثر في اللوحات الفنية بعد أن كان في الكتاب. وهناك أشكال مختلفة للتذهيب مثل “خَاتَايْ” (زهرة مقصوصة عموديا)، و “رُومِي”، و “بُولُوتْ” (سحابة)، و “مُنْحَنِي”، وغير ذلك؛ ويمكن استخدام أنواع مختلفة من الزخارف معًا، بشرط أن تكون في خطوط منفصلة. وَتُطَبَّقُ تقنيات مختلفة، مثل التذهيب الساذج، و “هَالْكَارِي” (ظلال مع ذهب ذائب)، و “تَارَامَا” (مسح)، و “چِيفْتْ تَحْرِيرْ”، و “زَرَفْشَانْ” (رشّة ذهب)، و “زَرَنْدَرْزَرْ” (ذهب على ذهب)، لإنتاج عناصر مختلفة مثل “قُولْتُوقْ”، و “بَاشْلِيكْ”، و “كِينَارْسُويُو”، و “كُوزُو”، و “جَدْوَلْ”، و “تِيغْ”، إلخ. وتطوّر فن التذهيب باستمرار في زمان الإيلخانيين والمماليك والتيموريين والصفويين والسلاجقة والعثمانيين؛ وأُثري بالموادّ والألوان والذّهب والزخارف والرسومات والتقنيات. كما عُني بصقله وتحسينه في الوقت المعاصر فنّانون من أمثال عبد الله شيرازي، وبابا نقاش، وشاه قولو، وقره ممي، وعلي أوسكوداري، وإسماعيل حقي ألتون بزر، ورقت قونت، ومحسن دمير أونات. ولا يزال اليوم يمارِسُ فن التذهيب عددٌ متزايد من الفنانين في جميع أنحاء العالم.
نجاتي سنجق توتان
ولد سنجق توتان في إستانبول في عام 1965 وتخرّج في عام 1994 من جامعة مرمرة، قسم الحرف اليدوية التقليدية التركية، حيث حصل على شهادة الليسانس في التذهيب والمنمنمات. ثم حصل على درجة الماجستير من نفس الجامعة بأطروحته التي تحمل عنوان “دراسة على مصحف من العهد الصفوي من ناحية التذهيب”. وبعد تخرّجه، واصل تدريبه تحت إشراف البروفيسور چيچك درمان وحصل على إجازته في التذهيب. ويحضر دكتوراه في جامعة مرمرة بأطروحة حول “فن التذهيب في عهد مراد الثالث”. ودرّس سنجق توتان في معهد الفنون والعمارة الإسلامية بجامعة البلقاء التطبيقية بالأردن من عام 2001 حتى عام 2008، حيث حصل على لقب “أستاذ مساعد، فنان محترف”. وقدّم دروساً في التذهيب في مؤسسات متعددة منها مركز آلتون زاده للثقافة والفنون التابع لبلدية أوسكودار، ووقف الفنون التركية الكلاسيكية، ومركز باغلارباشي للفنون التركية الإسلامية، وجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، وكان عضواً في لجنة تحكيم جائزة البردة التي نظّمتها وزارة الثقافة والشباب للإمارات العربية المتحدة؛ وهو الآن عضو في لجنة تحكيم قسم التذهيب للمسابقة التي تنظِّمها أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة. ويشارك نجاتي سنجق توتان في معارض محلية ودولية، ويدير ورشات عمل وندوات، ويعمل حاليا مستشاراً في رئاسة الجمهورية التركية.
يمكنكم متابعة الدروس على قناتنا على اليوتوب.