يشمل البرنامج الذي يحمل عنوان “دراسات حول القرآن الكريم” البحث في تاريخ انتشار القرآن الكريم في العالم بواسطة المصاحف وترجمات معاني القرآن.
دراسات على المصاحف
يتمثل البحث في إجراء دراسات علمية وتقنية على أقدم المصاحف مع إجراء مقارنات بينها من حيث جوانبها الإملائية والمادية. وقد نتجت الإصدارات التالية عن هذا المشروع: المصاحف المنسوبة لعهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والمحفوظة في متحف قصر طوب قابي باستانبول (2007)، وفي المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية (المشهد الحسيني عند تأسيسها) بالقاهرة (2009)؛ والمصحف المنسوب لعهد الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) والمحفوظ في مكتبة المخطوطات الملاصقة للجامع الكبير بصنعاء (2011)؛ والمصحف المنسوب لعهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والمحفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة (2014)؛ والمصحف الجزئي المحفوظ في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس (2015)؛ والمصحف الجزئي المحفوظ في مكتبة جامعة توبنغن بألمانيا (2016)؛ والمصحف الجزئي المحفوظ في المكتبة البريطانية بلندن (2017)؛ والمصحف المحفوظ في مكتبة برلين الحكومية بألمانيا (2018)؛ وطبعة موسّعة للدراسة التي أجريت على مصحف متحف قصر طوب قابي مع مقارنات تقنية إضافية؛ والمصحف المنسوب إلى زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) والموجود في مجموعة فخر الدين باشا (المعروف بالمدافع عن المدينة المنورة) بمتحف قصر طوب قابي باستانبول (2020).
دراسات في ترجمات معاني القرآن الكريم
الهدف من المشروع هو دراسة نص القرآن الكريم وتسجيل عمليات انتشاره في جميع أنحاء العالم من حيث اللغات والتوزيع الجغرافي وتكرار الترجمات.
فيما يتعلق بالترجمات المطبوعة، فقد نُشرت ببليوغرافيا عالمية لترجمات معاني القرآن الكريم – الترجمات المطبوعة (1515-1980) في عام 1986. وهي تقدّم معلومات عن ألفين وستمائة واثنين وسبعين (2672) كتابا، وهي عبارة عن الأصول والنُسخ والطبعات المختلفة لخمسمائة وإحدى وخمسين (551) ترجمة كاملة وثمانمائة وثلاث وثمانين (883) ترجمة غير كاملة في خمس وستين (65) لغة. وقدّمت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية (طرابلس، الجماهيرية العربية الليبية) مساعدات مالية لنشر هذه الببليوغرافيا.
أُعدّت نسخة منقحة ومجدّدة من هذه الببليوغرافيا وهي متاحة في شكلها الإلكتروني وتشمل أربعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وعشرين (4329) كتابًا مطبوعًا بمائة وثلاث وأربعين (143) لغة صدرت خلال الفترة من 1515 إلى 2015، من جملتها ألف وستمائة وواحد وسبعون (1671) كتاباً عبارة عن ترجمات كاملة.
فيما يتعلق بترجمات معاني القرآن الكريم في شكل مخطوطة، فقد اضطُلع بمشروعات تضمّنت البحثَ عن الترجمات المخطوطة الموجودة في المكتبات ودور المحفوظات والمؤسسات البحثية والمجموعات الشخصية؛ وجمع البيانات؛ وتجميع فهارس تلك الترجمات ونشرها. ونتج عن هذه المشاريع ثلاثة مجلدات نشرها إرسيكا في سلسلة الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم في شكل مخطوطة:
- المجلد الأول، الترجمات والتفاسير بجميع اللغات باستثناء التركية والفارسية والأردية (2000)؛
- المجلد الثاني، الترجمات والتفاسير باللغة الأردية؛ أعدّه الدكتور أحمد خان مع مقدمة علمية، وهو خبير في الدراسات المتعلقة بالمخطوطات ومدير مركز حماية المخطوطات العربية الكائن في إسلام أباد بباكستان (2009)؛
- المجلد الثالث، الترجمات والتفاسير باللغة التركية، 2016.
فيما يتعلق بترجمات معاني القرآن الكريم وتفاسيره، قام إرسيكا بالتعاون مع مؤسسات محلية، بتنظيم وجمع تسجيلات للترجمات الشفوية في بعض اللغات الإفريقية. والتسجيلاتُ محفوظةٌ في مكتبة إرسيكا. فسُجّلت ترجماتٌ وتفاسيرٌ باللغة الولوفية بمساعدة المعهد الأساسي لإفريقيا السوداء الشيخ أنتا ديوب، الكائن في السنغال، عام 1992، في خمسةٍ وعشرينَ شريطاً سمعيًّا، مدةُ كلِّ شريطٍ تسعون دقيقةً.
وسُجّلت الترجمات بالتَّمَاشَقِيَّة والسُونْغَايْ بمساعدة مركز أحمد بابا للوثائق والبحوث، الكائن بتمبكتو في مالي، ومديره الدكتور محمود زبير الذي كان آنذاك ممثلا عن مالي في مجلس إدارة إرسيكا. وانتهى التسجيل في عام 1989، في أربعة وأربعين (44) شريطًا سمعيًّا بالنسبة للغة التَّمَاشَقِيَّة وفي ثلاثةٍ وثلاثينَ (33) شريطًا سمعيًّا بالنسبة للغة السُونْغَايْ.
وسُجّلت الترجمات باللغة الكَانُورِيَّة في نيجيريا بالتعاون مع (Open Press publishers) في كادونا، وأُرسلت إلى إرسيكا في عام 1995، في خمسة وخمسين (55) شريطًا سمعيا.
إرسيكا متخصّص في المسائل التقنية المتعلّقة بنشر المصاحف:
- أشرف إرسيكا على إعادة طبع مصحف قزان التاريخي الذي يحمل عنوان “كلام شريف” في عام 2005، في إطار تعاونه مع بلدية قزان، عاصمة جمهورية تتارستان (روسيا الاتحادية). وكانت النسخة الأصلية، التي يرجع عهدها إلى عام 1803، أوّلَ نُسخةٍ تُطبع في العالم الشرقي. وقد نُشرت طبعةُ 2005 بمناسبة إحياء الذكرى الألف لمدينة قزان.
- بتعليمات من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر (حاليًّا أمير قطر الوالد)، عمل إرسيكا ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية معًا خلال عام 2007 على تنظيم المسابقة لاختيار الخطاط لكتابة مصحف قطر. وكتب المصحف السيد عبيد البنكي الذي احتلّ المركز في المسابقة. ونُشر مصحف قطر في عام 2010. وأقيم حفل لإطلاق المصحف برعاية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الذي كان آنذاك نائبًا للأمير وولي عهد دولة قطر، في 10 مارس 2010، بالدوحة.
- “مصحف فاضل باشا شريفوفيچ”، كتبه المهاجر الداغستاني في عام 1849، وهو محفوظ في مكتبة الغازي خسروبك، الكائنة بسراييفو في البوسنة والهرسك، ونشره إرسيكا في نسخة طبق الأصل عام 2002.
- تولّى إرسيكا تنسيق الفحص الفني الذي قامت به رئاسةُ الشؤون الدينية التركية على المصحف الذي كتبه البروفيسور البوسني الراحل أشرف كوفاچيفيچ، ثم نشره المركز في عام 1996 بعد موافقة الوزارة على ذلك.