تم إنشاء “كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر” في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، في طشقند، خلال ورشة العمل الدولية حول “الدراسات الإسلامية في أوزبكستان: الإنجازات والآفاق” والتي عُقِدت بالتعاون بين الأكاديمية وإرسيكا في 24 يونيو 2019. وفي هذا الإطار، تُعقد الندوات والمحاضرات عبر تقنية مؤتمرات الفيديو، وتجري دراسات الدكتوراه حول مواضيع في مجال التاريخ الإسلامي ودراسات المصادر.
وفي 27 يونيو 2020، نظم إرسيكا وأكاديمية أوزباكستان الإسلامية الدولية ملتقى افتراضيا مخصصًا للذكرى الثمانين لأستاذ “كرسي إرسيكا لتاريخ الإسلام ودراسات المصادر”، الأستاذ الدكتور أحادجان حسنوف. وبهذه المناسبة، توجّه المدير العام لإرسيكا، الأستاذ الدكتور خالد أرن، برسالة تهنئة إلى الأستاذ حسنوف، أكد فيها على أنّ التعاون بين إرسيكا والأكاديمية يساهم في تعزيز الصلات الثقافية بين أوزبكستان والدول الأعضاء في المركز، ويخلق أيضًا أُسُسًا لدعم الروابط في مجال البحث الأكاديمي. وحضر الملتقى كُلٌّ من الأستاذ الدكتور رستم قاسيموف، مستشار رئيس جمهورية أوزبكستان، والسفير الدكتور شاه عظيم مينوفاروف، المدير العام لمركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، والأستاذ شهرت ياوقاتشف، النائب الأول لرئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، والأستاذ نور الإسلام توخلييف، رئيس موسوعة أوزبكستان، وعدد من كبار الشخصيات. وبدوره شارك الأستاذ الدكتور عشير بك مومينوف، رئيس قسم الأبحاث والنشر بإرسيكا، وذلك بورقة علمية حول “أ. حسنوف كباحث في التاريخ الإسلامي المبكر”.
وفي الــ25 من تموز / يوليو 2020، استمعت جلسة مشتركة إلى أطروحات الدكتوراه التالية: “وثائق حول العلاقات الاجتماعية التي نظرت فيها محاكم طشقند في بداية القرنين التاسع عشر والعشرين” لميرزايف نصر الدين مخريتدينوفيتش؛ و”زيارات الحج لمسلمي أوزبكستان (نهاية القرن التاسع عشر ــ الثمانينيات من القرن العشرين)”، لجانيف مظفر خان فيض الله فتش. وعلى هامش الجلسة تم تشجيع صاحبيْ الأطروحتيْن لمواصلة العمل عليهما بهدف الحصول على درجة الدكتوراه.
وفي 28 يوليو 2020، عقد إرسيكا وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، ندوة عبر تقنية مؤتمرات الفيديو حول موضوع “الدين والفن والثقافة في آسيا الوسطى” لأعضاء هيئة التدريس في “كرسي اليونسكو للدراسات الدينية والدراسات المقارنة لأديان العالم”. وكان المحاضر هو الأستاذ الدكتور عشير بك مومينوف (إرسيكا)، وشارك في الندوة أكثر من 30 شخصا، وتم تحليل النتائج الرئيسية لأنشطة إرسيكا في دراسة التاريخ الإسلامي والفن والثقافة في آسيا الوسطى خلالها.
واستمرت أنشطة كرسي إرسيكا في 10 أغسطس مع ندوة افتراضيّة حول “الأساليب الحديثة للبحث عن المصادر”. وشارك الأستاذ الدكتور عشير بك مومينوف كضيف رئيسي لهذه الندوة التي حضرها أعضاء هيئة التدريس (أكثر من 75 شخصًا) من كثير من المؤسسات التعليمية إلى جانب ممثلين عن مختلف الوزارات والمنظمات والهيئات وعدد من الطلبة. وقيّمت الندوة حجم المقالات العلمية في الدراسات الإسلامية المُقدمة خلال المؤتمرات المحلية والدولية أو تلك التي تمّ نشرها. وناقش المشاركون سبل تسريع التعاون في مجال الدراسات الإسلامية، وتحسين وسائل وطرق تثقيف الكوادر المؤهلة، والاستخدام الفعال للطرق الحديثة للبحث عن المصادر، والقدرة التنافسية بين المؤسسات التعليمية. وتحدث الدكتور مومينوف عن الإجراءات والمتطلبات الخاصة بالبحوث والمقالات المنشورة في المجلات العلمية والعملية الدولية، بما في ذلك الأسئلة المتعلقة بمؤهلات المؤلفين والكُتَّاب. وشدد على الحاجة إلى إتقان شامل لكل من المعرفة القديمة والحديثة مع أهمّيّة الإلمام بالمتطلبات الجديدة المحددة للبحث والتطوير. وقال الدكتور مومينوف: “نحن نعيش في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة، وعليه فإنّ كُلَّ صناعة تحتاج إلى تطوير نفسها بالطرق الحديثة بمرور الوقت”. وذكر أنّ “المعرفة المكتسبة من الأساتذة والخبرة الحياتية المكتسبة على مر السنين مهمة. وبطبيعة الحال، فإن دور الشباب الموهوبين في تطوير أي صناعة مهم للغاية. وقد لعبت مؤسسات التعليم العالي والأساتذة المرموقون دورًا مهمًا في تربيتهم”، مؤكّدا أنّ “الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان هي إحدى المؤسسات التعليمية ذات الإمكانات الكبيرة في هذا المجال”. وقال الدكتور مومينوف “أعتقد أن الباحثين الشباب لديهم مهمة ملحّة لدراسة التراث العلمي والروحي للعلماء العظماء الذين نشأوا في بلادنا، بهدف جذب انتباه عامة الناس والعالم. في الواقع، لا شك في أنّ كبار المفكرين والعلماء المشهورين عالميًا، مثل الإمام البخاري والإمام الترمذي والإمام الماتريدي، سينشأون من جديد في وطننا، بولادة خلف لهم”. ومن القضايا الأخرى التي تطرّق إليها رئيس قسم الأبحاث والنشر بإرسيكا، هي الحاجة المُلحّة إلى تثقيف الباحثين الشباب الذين يمكنهم التنافس مع أقرانهم في المؤسسات التعليمية الأجنبية، والاستخدام الفعال للفرص والظروف التي أوجدتها الحكومة، والدراسة المتعمقة للأبحاث العلمية، إضافة إلى الإرث الروحي للأجداد والموارد وكيفيّة الاستفادة منه. هذا وتمت مناقشة قضايا مثل التعلم المستمر والتدريب الذاتي، واعتماد نهج تحليلي نقدي، ومعالجة النتائج الجديدة للبحث. وتحدث باحثون ومتخصصون من أوزبكستان عن العمل الجاري في بلادهم للوصول إلى مصادر المعرفة واستخدامها، وأنشطة الصناديق التي تم إنشاؤها لدعم هذه العمليات.
وفي الـ12 من أغسطس 2020، نظم كرسيّ إرسيكا ندوة عبر الإنترنت مع الأستاذ الدكتور رفيق مخمد شاهين، رئيس المعهد الإسلامي الروسي، (قازان، تتارستان، روسيا الاتحادية). وكان موضوع الندوة هو “المجددِّية (Jadidism) والفكر الإصلاحي في تاريخ الإسلام في روسيا”. وشارك في الندوة الأستاذ الدكتور عشير بك مومينوف بعرض عن التراث الإسلامي للمؤرخ والعالم، شهاب الدين المرجاني.
وتمّ إنشاء “كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر” من قبل النائب الأول لرئيس أكاديمية أوزباكستان الإسلامية الدولية، الأستاذ الدكتور شهرت ياوقاتشف، والمدير العام للمركز الأستاذ الدكتور خالد أرن، وذلك في 24 يونيو 2019. وفي نفس اليوم، قدم الأستاذ الدكتور شكرت الدكتوراه الفخرية للأكاديمية للأستاذ الدكتور أرن، تقديراً لمساهماته القيمة في تعزيز التعاون الأكاديمي الدولي. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، ألقى المدير العام لإرسيكا محاضرة أمام أعضاء الأكاديمية وطلابها، تناولت آفاق العلاقات الثقافية والأكاديمية الدولية بين الدول الإسلامية.