عُقد لقاء في قاعة المؤتمرات بإرسيكا يوم 24 سبتمبر 2024 لإطلاق إصدارٍ جديدٍ لإرسيكا بعنوان «ألبوم الشاه طَهْمَاسْبْ بالخزانة الملكية العثمانية» حضره المؤلِّفان لَالَه اُولُوچ (Lâle Uluç) و بُورَه كَسْكِينْ أَرْ (Bora Keskiner) وجمهورٌ غفيرٌ من المهتمين بالفنون الإسلامية للكتاب وأعضاءٌ من الإعلام الثقافي.
وأشار المديرُ العامُّ لإرسيكا، الأستاذُ الدكتور محمود ارول قليج، في كلمته، إلى أن تبادلاتٍ ثقافية كثيرة حدثت بين إيران والدولة العثمانية ممّا أدى إلى علاقةٍ وثيقةٍ بين فنون الوَسَطَيْنِ، وأن أحد التأثيرين الفنيين الرئيسيين في الأناضول قد جاء من إيران والآخر من آسيا الوسطى، وأن تبادل الهدايا بين الدول كان عادةً؛ وأنه في هذا الصدد، فقد حمل الوفد الإيراني المرسَل إلى إسطنبول لتهنئة السلطان مراد الثالث، بعد توليه العرش العثماني، هدايا محمّلة على سبعة جمال، من بينها الألبوم الذي أُعدّ في عهد الحاكم الصفوي شاه طهماسب (مدة الحكم: 1524-1576). ويحتوي الألبوم على مقتطفات من الشاهنامه، وآيات من القرآن الكريم، وأحاديث، وقصائد شعرية، ونماذج من الخط والمنمنمات. وقد جُمعت هذه المقتطفات دون أي ترتيب موضوعي أو زمني، فشكّلت بذلك «ألبومًا». وأضاف البروفيسور قليج أن فائدة هذا التجميع تكمن في أن محتوياته يمكن أن تكون بمثابة أمثلة للخطاطين والمزخرفين ورسامي المنمنمات. وقد عرضت البروفيسورة لَالَه اُولُوچ (Lâle Uluç) صفحاتٍ نموذجية على الشاشة، وأوضحت أن الألبومات، مثل هذا الألبوم، التي جُمعت في مكتبات القصور خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر قد أُعدّت من خلال قَطْعِ أجزاءٍ من أعمالٍ قيّمة ولصقها على الصفحات. وليست المحتويات أعمالًا متّصلة ببعضها البعض، بل هي مختاراتٌ تُستخدم كأمثلة أو تقليد حرفي في زمانها. ونجد فيها تواريخ وأسماء الخطاطين والإهداءات وغيرها من المعلومات التاريخية.
وأشار السيد بُورَه كَسْكِينْ أَرْ (Bora Keskiner)، المتخصّص في تاريخ الفنون الإسلامية، إلى أن الألبوم المحفوظ الآن في مكتبة جامعة إسطنبول، يحتوي على نماذج شهيرة من المنمنمات ولوحات الخط التي جُمعت في عهد الشاه طهماسب في القرن السادس عشر، وأنه هناك أعمالٌ أخرى مماثلة وقيّمة للغاية من عهد آق قويونلو والتيموريين، توجد أساسًا في متحف قصر طوب قابي وهي تعكس فنون الكتاب في العالم الإسلامي. وقال السيد كَسْكِينْ أَرْ أن هذه الأعمال التي أنتجها حرفيّون وخطّاطون ومزخرفون بارعون هي بمثابة شهاداتٍ عن تاريخ فنون الكتاب وأنه من خلال هذا الألبوم، تدخل هذه المقتطفات والمنمنمات عالمَ العلم والمعرفة، معربًا عن أمله في نشر الألبومات الأخرى على نحوٍ مماثلٍ وإيصالها إلى المعرفة العامة. وانتهى اللقاء بأسئلةٍ وأجوبةٍ موجزة.