نظّمت لجنة الشؤون الدينية في أوزبكستان، ومركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، وإدارة مسلمي أوزبكستان، والأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان، ومعهد البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية أوزبكستان للعلوم، ومركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية، ومركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية، ومركز الإمام الترمذي الدولي للبحوث العلمية، ومعهد الحضارة الإسلامية التابع لجامعة ماليزيا الوطنية، وإرسيكا، نظّموا معًا المؤتمرَ الدوليَّ العلميَّ والعمليَّ عبر الإنترنت حول موضوع “مساهمة علماء المشرق في الحضارة الإسلامية”، وأُدير المؤتمر من طشقند في 19 مايو 2022. ودُعِيَ السفيرُ الأستاذُ الدكتور محمود إرول قليج، المديرُ العامُّ لإرسيكا، لإلقاء كلمة في المؤتمر.
جمع المؤتمر باحثين وعلماء من جميع أصقاع العالم، وهم متخصّصون في دراسة العلوم الإسلامية في تراث علماء المشرق.
وتناول المؤتمرُ موضوعات مثل نشأة العلوم الطبيعية والدقيقة في بلاد ما وراء النهر، وفضل العلماء المسلمين في انتشار العلوم في العالم، وقضية التسامح بين الثقافات في مصنّفات الفلاسفة المسلمين، وغير ذلك. وفي حديثه في الجلسة الافتتاحية العامة، أكّد الدكتور مظفر كاملوف، مستشارُ رئيس جمهورية أوزبكستان ورئيسُ الأكاديمية الإسلامية الدولية لأوزبكستان، أن الأنشطة العلمية التي قامت بها شعوب المشرق ولا سيما في آسيا الوسطى، من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، وكذلك المؤسسات مثل بيت الحكمة في بغداد، معترفٌ بها في جميع أنحاء العالم وما زالت اكتشافاتها متجسّدةً في العلوم الأوروبية. وذكر أهمّ الشخصيات التي قامت باكتشافات في مختلف مجالات العلوم. وألقيت في الجلسة كلمات من قِبَلِ المفتي الأكبر نور الدين خالق نظروف، رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان؛ والمفتي الأكبر الدكتور نوروزباي حاجي طغان اوغلى، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي قزخستان؛ والمفتي الأكبر ضمير قارئ ركييوف، رئيس إدارة مسلمي قيرغيزستان؛ والدكتور سالم المالك، المدير العامّ لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وفي خطابه في الجلسة نفسها، أبرز المديرُ العامُّ لإرسيكا، الأستاذُ الدكتور محمود إرول قليج، فضل علماء العصر الذهبي وفلاسفته وأثرهم في تاريخ الحضارة العالمية من خلال نقل أعمالهم ومصنّفاتهم إلى أوروبا وأيضًا إلى الثقافات والحضارات الأخرى في جميع أنحاء العالم بدءًا من العصور الوسطى، وأيضًا في القرون الأخيرة، من خلال تعاليمهم وتراثهم الذي هو بمثابة أساس مشترك للتقارب بين الشعوب والمجتمعات المسلمة بخصوص مفهوم التضامن الثقافي الإسلامي.
قدّم المشاركون – مِنْ جامعاتٍ بمصرَ وألمانيا وإيران وقزخستان وقيرغيزستان وماليزيا وباكستان وتركيا وأوزبكستان – ورقاتٍ بحثية في المؤتمر الذي نُظّم في أربع جلسات منعقدة في آن واحد:
الجلسة الأولى: دراسة العلوم الإسلامية في تراث علماء المشرق،
الجلسة الثانية: نشأة العلوم الطبيعية والشكلية في بلاد ما وراء النهر،
الجلسة الثالثة: فضل العلماء المسلمين في انتشار العلوم في العالم،
الجلسة الرابعة: مساهمة العلماء المسلمين في الحضارة العالمية.
وفي الجلسة الثانية، التي أدارها الأستاذ الدكتور عشيربك مؤمنوف، مستشار المدير العام لإرسيكا، والدكتورُ سيّد مختار عاقلوف، الأستاذُ المشاركُ في الأكاديمية الإسلامية الدولية لأوزبكستان، قدّم الأستاذُ الدكتورُ مؤمنوف عرضًا شاملاً مع السيد ويسل بولوت، الباحث في إرسيكا، عن المشروع الذي يقومان به معًا في إرسيكا لتجميع فهارسِ نُسَخِ مصنّفات ابن سينا المحفوظة في مكتبات المخطوطات بتركيا. وتحدّث الأستاذُ الدكتور مؤمنوف عن الجوانب النظرية من حيث سياق المشروع وأهدافه وضرورته وأهميته العلمية مع مراعاة المعارف والسجلات المتاحة سابقًا. وشرح السيد بولوت الأساليب المتّبعة والجوانب التقنية لتجميع المعلومات عن كل نسخة مكتوبة باليد لكتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب الموجودة في المكتبات. وقدّم أرقامًا تتعلق بالنُسخ المقدّرة، والتي زادت من الأرقام التي كانت معروفة من خلال الفهارس السابقة.