نظّم مجلس مسلمي القوقاز في أذربيجان مؤتمرا دوليا افتراضيا، في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، حول “المشاكل التي تواجه العالم اليوم: خطاب الكراهية، والإرهاب، والتطرف، والإسلاموفوبيا، وعدوان أرمينيا على أذربيجان”. وتناول المؤتمر المشاكل الملّحة المطروحة في ظلّ استمرار التمييز الديني والتعصب وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا بالإضافة إلى ازدراء مقدسات المسلمين بحجة حرية التعبير. وشارك فيه كلٌّ من سعادة شيخ الاسلام الله شكر باشازاده رئيس المجلس الديني في القوقاز؛ والسيد مرغوب سليم بوت الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين؛ والعديد من رؤساء الشؤون الدينية ورؤساء المنظمات الدينية من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ ورؤساء وممثلي الجاليات المسلمة في جميع أنحاء العالم.
وفي مداخلته، شدّد المدير العامّ الأستاذ الدّكتور خالد أرن على أنّه في الوقت الذي لا يزال الوباء يهدد قدرة البشرية على التحمل ويحثّ الجميع إلى التضامن والتعاون لتجاوز المحنة، لا تزال مشاعر الكراهية والعداء بين الثقافات والأديان سائدة إضافة إلى احتدام الصراعات السياسية والاعتداءات المسلحة والمشاكل المتعددة التي تعطّل السلام والرفاهية والأمن في جميع أنحاء العالم.
وفيما يخصّ اعتداءات أرمينيا المتكررة على أذربيجان، أشار الدكتور أرن إلى أنّ أحد أسباب استمرار هذه الأزمة الممتدّة على مدى ثلاثين عامًا هو فشل المجتمع الدولي في التعامل بشكل مناسب مع العدوان الأرمني وازدواجيّة مواقف الفاعلين الدوليين تجاه هذه القضية، مؤكّدا أنّ الكراهية المتأصِّلة والتعصب المتجذر في الاختلافات الثقافية والدينية لا يزالان يؤثران على العلاقات الدولية ويعيقان التعامل العادل والموضوعي على جميع الاصعدة. وأعرب عن تهانيه القلبية لفخامة رئيس أذربيجان وللشعب الآذري على انتصارهم في تحرير أراضيهم داعيا بالرحمة للشهداء ومتمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
وذكر المدير العام أنّه وفي إطار موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت من هذه الأزمة، أولى إرسيكا بصفته الجهاز الثقافي للمنظمة أهمية خاصة للقضية وعمل بكل ما هو مخول له وفي إطار اختصاصاته على تسليط الضوء على التراث الثقافي الإسلامي في إقليم قره باغ المحتل مبينا أنّ أحد أهداف إرسيكا هو رفع مستوى الوعي العالمي وتعزيز الدراسات المعمارية حول آثار قره باغ والمصنوعات اليدوية. كما ذكر أنّ المركز كان قد نظّم في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 ورشة عمل للخبراء الدوليين بالاشتراك مع وزارة الثقافة الأذربيجانية والأكاديمية الوطنية الأذربيجانية للعلوم حول “قره باغ: التاريخ والتراث”، كما أنّ إرسيكا لم يتوان عن التأكيد على أهمّية القضية في جميع السياقات ذات الصلة والمنتديات الثقافية.
ولفت المدير العامّ إلى أنّ ظاهرة التطرف في تزايد مستمر وأنّ الإسلاموفوبيا صارت اليوم تهديدا رئيسيا ليس فقط للعالم الإسلامي ولكن لمستقبل البشرية. وفي إشارة خاصة إلى الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال الدكتور أرن “أنّ هذا الأمر غير مقبول تحت أي ذريعة أو في أي سياق وأنّ حرية الفكر والتعبير يجب أن تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعايش وليس إلى التوترات”. واستعرض كذلك الأنشطة والمشاريع البحثية التي يقوم بها المركز بالشراكة مع مؤسسات الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية، إضافة إلى البرامج التدريبية والمنتديات الأكاديمية والمسابقات الفنية والمعمارية وبرامج الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي. وأشار الدكتور أرن بشكل خاص إلى الجهود التي يبذلها إرسيكا لمكافحة التطرف والإسلاموفوبيا، مستشهدا بأمثلة من الاجتماعات الدولية التي نظمها والتقارير التي نشرها لتحليل الأسباب الجذرية لهذه المشاكل والتوصية بحلول لها.
واعتمد المؤتمر بيانا حول “المشاكل التي تواجه العالم المعاصر: خطاب الكراهية والإرهاب والتطرف وكراهية الإسلام وعدوان أرمينيا على أذربيجان”.