عُقد المنتدى العالمي الخامس للحوار بين الثقافات في باكو يومي 2 و 3 مايو 2019، تحت رعاية صاحب المعالي السيد إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ومجلس أوروبا والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
وكان شعار هذا المنتدى: «تأسيس الحوار في مكافحة التمييز وعدم المساواة والصراع العنيف». وتألّف المشاركون من رؤساء للحكومات ومن أعضاء فيها ووزراء ورؤساء لمنظمات دولية وإقليمية ومسؤولين سياسيين ومهنيين ثقافيين وخبراء وممثلين عن وسائل الإعلام. ودرس المنتدى الدور الحاسم للحوار بين الثقافات باعتباره استراتيجية عملية لبناء التضامن الإنساني ومساعدة المجتمعات على مواجهة العنف والتمييز، وهو مدرج في مجموعة من المنتديات التي تشكل «عملية باكو»
وعُقدت مجموعة متنوعة من الجلسات بما في ذلك منتدى أكاديمي حول «الحوار بين الأديان وحكم التنوع الديني»، وفريق رفيع المستوى من منظمات دولية، وجلسات مواضيعية مختلفة. وألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين خطابا في المنتدى دعا فيه إلى إنشاء حصن ثقافي مبني على قيم الحوار والتبادل بين الثقافات، للمساعدة في مواجهة التهديد المتزايد والمتجلّي في الكراهية والتمييز وما يصاحبهما من أشكال النشاط الإرهابي والغلوّ. وقال الأمين العام فيما يتعلق بجهود المنظّمة لمكافحة الإرهاب والغلوّ، أن المنظّمة قد ساهمت بفعالية في إنماء الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم بين الشعوب من جميع الأديان والحضارات وأنها وضعت هذا الهدف في أولويات أنشطتها.
وشارك الأستاذ الدكتور خالد أرن، المدير العام لإرسيكا، في المنتدى العالمي وألقى كلمة في الجلسة التي كان موضوعها «دور طريق الحرير الكبير في بناء الحوار بين البلدان الناطقة بالتركية» والتي نظمتها المؤسسة التركية للثقافة والتراث (Turkic Culture and Heritage Foundation) في باكو. وعقدت هذه الجلسة العلمية والدبلوماسية بحضور الدكتور أبو الفيض غراييف، وزير الثقافة والسياحة في أذربيجان وافتتحتها السفيرة كوناي أفندييفا، رئيسة المؤسسة. واشتملت الجلسة على سبعة عشر متحدثًا من رؤساء لمنظمات ثقافية دولية وإقليمية ووطنية ودبلوماسيين وباحثين وصحفيين. وأوضح الأستاذ الدكتور أرن أن طريق الحرير، فضلا عن تأثيره الكبير في ازدهار التجارة، كان أيضا بمثابة مطيّة لإقامة العلاقات الثقافية، وهو ما سمح للشعوب، على اختلاف أديانها وثقافاتها، أن تتعارف وتحتك ثقافيا. ويجري في عصرنا إحياء ديناميكية طريق الحرير، إذ تكتّلت بلدان طريق الحرير تحت مظلة منظمات دولية وإقليمية مختلفة تقوم من خلال أنشطتها وتعاونها بتسليط الضوء على تراث طريق الحرير وحمايته وتفعيله لدعم التفاعل الثقافي اليوم. وفي هذا الصدد، قدم أمثلة على دراسات إرسكيا حول المدن والعمارة، والأعمال الفنية والحرف اليدوية والموسيقى والفولكلور في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وفي إرسيكا، والتي تشمل منطقة الشعوب الناطقة بالتركية.