عقد إرسيكا بالتعاون مع معهد البيروني للدراسات الشرقية ـ أبو الريحان البيروني ـ التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان مؤتمرا افتراضيا دوليا بعنوان “آفاق جديدة لدراسة الثقافة والتاريخ والفنون الإسلامية في أوزبكستان” وذلك في الــ28 من أيار/مايو 2021، احتفاء بذكرى الأكاديمي عبيد الله كريموف. وشارك فيه خبراء وباحثون من دول عديدة كأذربيجان وقازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان. هذا وناقش المشاركون 85 ورقة علمية خلال 7 جلسات.
وفي كلمته الافتتاحية، توجّه الأستاذ الدكتور بهروم عبد الكريموف، مدير معهد البيروني للدراسات الشرقية ونائب رئيس أكاديمية أوزبكستان للعلوم، بأحرّ التهاني لسعادة السفير الأستاذ الدكتور محمود أرول قليج، بمناسبة تولّيه منصب مدير عام إرسيكا، مشيرا إلى لقاء علمي سابق جمعه مع الدكتور قليج فيما يتعلق بدراسات حول المخطوطات الإسلامية. وقال الدكتور عبد الكريموف إنّ سياسة الدولة في أوزبكستان تولي أهمية كبيرة للتراث الثقافي والحفاظ عليه والدراسات المتعمقة حول المخطوطات الإسلامية والأنشطة المتعلقة بحفظها وفهرستها مستذكرا، في هذا الصدد، مساهمات الأكاديمي عبيد الله كريموف في البحث والأدب حول أعمال العلماء المسلمين البارزين في مجال العلوم والفلسفة الإسلامية. وذكر أنّ المؤتمر سيناقش أوراقا علمية لكبار الباحثين وأخرى لأعضاء “جمعية الباحثين الشباب” التابعة للمعهد.
وبدوره ألقى السفير الأستاذ الدكتور محمود أرول قليج، المدير العام لإرسيكا، كلمة افتتاحية حيَّا فيها الدكتور بهروم عبد الكريموف وكبار الشخصيات الأخرى الذين حضروا الجلسة الافتتاحية وجميع المشاركين في المؤتمر، مثمِّنا تعاون إرسيكا مع معهد البيروني للدراسات الشرقية. وقال الدكتور قليج إنّ إرسيكا يولي أهمية كبيرة للتّعاون مع الأكاديميات و الجامعات والمؤسسات الثقافية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في آسيا الوسطى، ومن ضمنها جمهورية أوزبكستان. وأشار إلى أنّه من المقرر أن ينظم المركز عدّة مؤتمرات بالاشتراك مع مؤسسات مختلفة في أوزبكستان خلال الأشهر المقبلة. وشدّد الدكتور قليج على أهمية دراسة التراث الثقافي والتاريخي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وإرسيكا في آسيا الوسطى لما لهذا التراث من دور ومكانة في الحضارة الإسلامية خاصة والحضارة العالمية كَكُلّ، مشيرا إلى العديد من العلماء البارزين في المنطقة الذين تخصصوا في العلوم الإسلامية والفلسفة والتصوف وغيرها من المجالات. هذا وأشاد الدكتور قليج بالتراث الثقافي لمدن المنطقة ومعالمها المعمارية والمكتبات والمدارس والمؤسسات الثقافية فيها، كما توجه بالشكر للباحثين المشاركين في المؤتمر على اهتمامهم وإسهاماتهم.
وفي كلمته الترحيبية، تمنّى سعادة السفير شاه عظيم مينوفاروف، مستشار فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان ومدير مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان (طشقند) وممثل أوزبكستان في مجلس إدارة إرسيكا، كل التوفيق لسعادة السفير الأستاذ الدكتور محمود أرول قليج بمناسبة توليه منصبه مدير عام إرسيكا. وقال إن التراث الثقافي الإسلامي في أوزبكستان جزء لا يتجزأ من تراث جميع الدول الإسلامية وإنه من الأهمية بمكان دراسته من خلال مؤسسات مثل إرسيكا. هذا وثمن الدكتور مينوفاروف المؤتمر كونه على حسب قوله “فرصة لالتقاء كبار الباحثين وباحثي الجيل الجديد”.
وبدوره، أكّد الأستاذ زاهد جان إسلاموف، نائب رئيس الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان (طشقند)، على التقليد السائد في أوزبكستان لإحياء ذكرى العلماء العظام خلال الفعاليات الأكاديمية. وثمّن نشاط الأجيال الجديدة من الباحثين في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية، ولا سيما أنشطة “جمعية الباحثين الشباب” التابعة لمعهد البيروني للدراسات الشرقية. كما أشاد الأستاذ إسلاموف بالتعاون القائم بين أوزبكستان وإرسيكا في مجال الدراسات الإسلامية. وفي نفس السياق، أشار الأستاذ رائق باهوديروف، مدير مركز أبحاث الثروة الثقافية لأوزبكستان، إلى المشاريع الجارية بالتعاون مع إرسيكا لتسجيل مخطوطات علماء بارزين من أوزبكستان والمحفوظة في المكتبات والمتاحف.
ومن جهة أخرى، تحدّث كلٌّ من الدكتور شوفوسيل زيودوف، مدير مركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية (سمرقند)، والدكتور شكر الله عمروف، مدير مركز الإمام الترمذي الدولي للأبحاث العلمية (ترمذ)، والأستاذ دافرون بيك مقصودوف، مدير مركز الإمام الماتريدي الدولي للأبحاث العلمية التابع للأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان، عن تطوير الدراسات حول التاريخ الإسلامي والثقافة والفنون في أوزبكستان، وأنشطة الباحثين الشباب، ومشاريع مؤسساتهم التي يشارك إرسيكا في تنظيمها. هذا واستعرض الأستاذ نعمت الله محمدوف، رئيس كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر في الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان، الأنشطة المنفذة في إطار الكرسي.
وبدأت الجلسة العامة بتسليط الضوء على “دور أبحاث الأكاديمي عبيد الله كريموف في الدراسات الشرقية في أوزبكستان” قدمته الأستاذة الدكتورة ثريّا عبيد الله كريموفا. والمعروف أنّ الأكاديمي عبيد الله كريموف، الذي خُصِّص المؤتمر لإحياء ذكراه، قد قام بتأليف كتب قيّمة في تاريخ العلوم والأبحاث الدراسية. واِشتُهر بشكل خاص عن طريق دراساته وترجماته وطبعاته المتعلقة بالأعمال الأساسية لعلماء بارزين مثل الرازي وابن سينا والبيروني. واستهلّت الجلسة العامة عروضٌ تقديميةٌ سلطت الضوء على الأهمية التاريخية لأوزبكستان وآسيا الوسطى في تطوّر الحضارة والفلسفة الإسلامية والعلوم والفنون.
وتناولت جلسات العمل السبعة المواضيع التالية: تاريخ الحضارة الإسلامية؛ تاريخ؛ دراسات المصادر؛ الدراسات الإسلامية؛ تراث علماء المسلمين؛ مناهج وآراء جديدة في الدراسات اللغوية. وفي الختام، قدّم المعهد خمس شهادات لأفضل الأوراق البحثية لكُلٍّ من خورشيد عظيم اوف (معهد البيروني للدراسات الشرقية)، ومفتونه ميرزاييفا (جامعة طشقند للدراسات الشرقية)، وأنطون إحسانوف (المدرسة العليا للاقتصاد، جامعة البحوث الوطنية)، وبيكزودبك مختار اوف (الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان)، وأندريه كوباتين (المركز الوطني للآثار)، تقديراً لإنجازاتهم. وتجدر الإشارة إلى أنّه تم تنسيق التحضيرات للمؤتمر من قبل الأستاذ الدكتور عشيربك مؤمنوف، رئيس قسم الأبحاث والنشر (إرسيكا).