نظمت مجموعة مرمرة للبحوث الاستراتيجية والاجتماعية (تركيا)، القمة الاقتصادية الأوروبية ــ الآسيوية الثالثة والعشرين عبر تقنية مؤتمرات الفيديو في 7ــ8 أكتوبر/تشرين الأول 2020، حول موضوع “العالم الجديد بعد فايروس كورونا”، وذلك بمشاركة رؤساء دول وحكومات حاليين وسابقين، وبرلمانيين ووزراء ورؤساء منظمات دولية ورؤساء طوائف دينية ودبلوماسيين وباحثين من 45 دولة. ودعا المشاركون إلى التضامن بين الأديان والثقافات عند التعامل مع التحديات التي تواجه البشرية، وخاصّة جائحة كوفيدــ19.
واِفْتُتِحَتْ القمّة بكلمة الدكتور آقّان صُووير، رئيس مجموعة مرمرة، ثمّ تلتْها مداخلاتُ كُلٍّ من معالي وزير الطاقة في جمهورية أذربيجان السيد برويز شاه بازوف، ورؤساء بلديات وكبار الشخصيات ورؤساء المنظمات الدولية من ضمنهم الأستاذ الدكتور خالد أرن المدير العام لإرسيكا، والسيد جورج تسيريتيلي، الأمين العام للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (الدنمارك)، والسفير الدكتور دوسين قازيينوف، الأمين العام لمنظمة الثقافة التركية الدولية (TURKSOY). هذا وأثْرِيت جلسات القمة بمداخلات ممثلين عن منظمات أخرى وكبار الشخصيات من مختلف القطاعات. وقد تم ترتيب الجلسات المذكورة على النحو التالي: منصة الاقتصاد تحت عنوان “مرحبًا بالاقتصاد العالمي الجديد والعالم الجديد!” ؛ ومنصة الطاقة تحت عنوان “كيف ستتبلور سياسات الطاقة المستدامة في أوراسيا على المدى الطويل بعد جائحة فايروس كورونا؟” ؛ ومنصة السلام والأمن تحت عنوان “الإرهاب والنزاعات الإقليمية”، والتي أُثْريت بكلمات لرؤساء الطوائف الدينية من مختلف البلدان؛ ومنصة الحكماء حول “موازين القوى الجديدة في العولمة والاحترام في الحكم” ، والتي تميّزت بمشاركة 16 رئيس دولة سابق، ثمّ جلسة حول “رواد التغيير ــ منصة القيادات النسائية“.
وبحسب المدير العام لإرسيكا الأستاذ الدكتور خالد أرن، فإنّ المنافسة الاقتصادية غير المقيدة وانتهاك المعايير الدولية إلى جانب المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية لعام 2008 بما في ذلك تفاقم التيارات المتطرفة مثل التمييز والإكزينوفوبيا (كره الأجانب) والإسلاموفوبيا، تشكّل تهديدات متزايدة للاستقرار والانسجام في العالم. وذكر أنه في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يحاول التصدّي لهذه المعضلات، اندلعت جائحة كوفيدــ19 لتؤكّد على ضرورة التعاون الدولي. وقال “أنّ تفشي الوباء دعا جميع الشعوب، على اختلاف انتماءاتها السياسية والثقافية، إلى التكاتف لمواجهة هذه الأزمة التي تختلف كليًا عن سابقاتها، والتي تقيد الحياة الاجتماعية بطريقة غير مسبوقة وأدّت إلى إغلاق وتوقف شبه كامل للأنشطة في معظم القطاعات الحيوية”. واستعرض المدير العام بإيجاز أنشطة المركز المتنوعة والتي تهدف بالأساس إلى إبراز الصورة الحقيقية للحضارة الإسلامية والعالم الإسلامي من خلال نشر المراجع والمعلومات الموضوعية حول الثقافات والفنون والعلوم والتراث الثقافي لهذه الحضارة وتشجيع البحوث والدراسات في المجالات العلمية والتعليمية ذات الصلة. كما ذكر أمثلة على أنشطة إرسيكا التي تؤكّد على ضرورة التفاعل وتهدف إلى إزالة الحواجز بين الشعوب من مختلف الثقافات، مثل المشاريع التي أجريت بالاشتراك مع مجلس أوروبا حول “صورة الآخر في تعليم التاريخ” أو تلك التي أُجريت بالتعاون مع مبادرة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة (UNAOC). وفي الختام، أكّد المدير العام أنّ الدور الحاسم للمنظمات الدولية مثل إرسيكا والتي تعزز الحوار بين الثقافات والتعاون والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم ليكتسب أهمية أكبر في مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتوترات التي أحدثها الوباء.