عقد إرسيكا بالتعاون مع مركز التوثيق والأبحاث التاريخية التابع لجامعة أحمدو بيلّو، (أريوا هاوس ـ نيجيريا)، ندوة افتراضية حول ”تاريخ وتطور العلوم والأبحاث الإسلامية في إفريقيا” وذلك بمشاركة باحثين من عديد الدول. وتُعدّ هذه الندوة بمثابة تمهيد لمؤتمر دولي كبير من المزمع عقده حول نفس الموضوع في أبوجا، نيجيريا.
وتناولت العروض التقديمية المقدمة خلال الندوة مختلف مسارات التطور التاريخي للتقاليد الفكرية الإسلامية في أجزاء مختلفة من إفريقيا، بدءًا من انبثاق هذا المسعى الفكري، مروراً بالقرنين الخامس عشر والسادس عشر عندما كان ازدهرت فترة الركود الفكري، إلى ظهور حركات الجهاد في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وافتُتحت الندوة بمداخلات كلٍّ من نائب المدير العام والمدير العام بالوكالة لإرسيكا، الأستاذ الدكتور أبو بكر سنغور، ومدير أريوا هاوس، السيد شعيب شيخو علي، تلتها عروض تقديمية لباحثين ومتخصصين في المجال.
وبدوره أكّد الأستاذ الدكتور ساليسو شيخو، نائب رئيس جامعة الإستقامة في كانو، أنّ العروض التقديمية قد صحّحت التّصور الخاطئ بأن مراكز التعلم تركزت فقط في شمال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مضيفا أنّه ”لإعادة صياغة مفاهيم تاريخ التراث الفكري الإسلامي في إفريقيا، نحتاج إلى التفكير في تدفق ثنائي الاتجاه للمعرفة، إذ لم يكن الشمال وحده المسؤول عن انتشار المعرفة في القارة بأكملها، بل كان للجنوب دور كذلك .”
وتخللت الندوة المداخلات والعروض التقديمية الآتية:
كلمة للسيد أبو بكر عبد القادر من جامعة ألبرتا بكندا حول “الشعر وثقافة التعلم الإسلامي في أرض المليون شاعر”؛ وعرض تقديمي بعنوان “مجموعات الفتاوى الصحراوية وتطور التقاليد الفقهية في غرب إفريقيا الإسلامية قبل الاستعمار” للسيد إسماعيل فارشيد، من جامعة بايرويت بألمانيا والمركز الوطني للبحوث العلمية بفرنسا؛ وعرض تقديمي للسيد ديفيد أوين من جامعة هارفارد حول “منطق ابن سينا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى” بالإضافة إلى ورقة علمية بعنوان “المتن والشرح والطره: الدينامية الطويلة والمتأخرة للتفاسير التقليدية الإفريقية لمنطق ابن سينا”؛ وبدوره ألقى السيد ساليسو شيخو، نائب رئيس جامعة الإستقامة في كانو، محاضرة حول “تاريخ التعليم الإسلامي في إفريقيا” من خلال عرض تقديمي بعنوان “الإسلام وتاريخ التعلم في غرب إفريقيا: العصور والمراكز والأيقونات”، حدد فيه الإطار العام للدراسات المستقبلية مشددا على النقائص التي تشهدها الأبحاث الدراسية والأدب حول إفريقيا.
واتفق المشاركون على أهمية تعزيز البحوث والدراسات حول التراث الفكري الإسلامي في إفريقيا. كما شكلت الندوة الافتراضية فرصة ممتازة لتوحيد المساهمات التي قدّمها علماء جنوب الصحراء الكبرى، إذ أتاحت الفرصة لتحديد نطاق ومدى مجالات البحث المستقبلية. هذا وتمّ الاتّفاق على التواصل مع أكاديميين من مختلف التخصصات الذين يمكنهم المساهمة في مجالات البحث المذكورة.