نظّم إرسيكا، ومعهد الإلهيات في أذربيجان التابع للجنة الحكومية للجمعيات الدينية، ومعهد الدراسات الشرقية الـمُسمَّى باسم الأكاديمي ضياء موسى أوغلو بونيادوف والتابع لأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية، في باكو، من 11 إلى 13 يوليو 2019، ندوة دولية تحت عنوان «الحضارة الإسلامية في القوقاز»، وهي الندوة الثانية حول هذا الموضوع بعد الندوة الأولى المنظّمة من 9 إلى 11 ديسمبر 1998، برعاية الرئيس حيدر علييف وبحضوره.
استهلّ المشاركون في الندوة برنامجهم بزيارة مجاملة إلى معهد الإلهيات في أذربيجان يوم 10 يوليو. وبدأت الندوة يوم 11 يوليو بزيارة جماعية لضريح الرئيس الراحل حيدر علييف، مؤسّس جمهورية أذربيجان، في زقاق الشرف، وكذلك لأضرحة لشهداء أذريين في زقاق الشهداء.
ووُضعت على الأضرحة أكاليلٌ من الزهور، وضعها كلّ من: الأستاذ الدكتور جيحون محمدوف، رئيسِ معهد الإلهيات في أذربيجان، والمديرِ العام لإرسيكا، الأستاذ الدكتور خالد أرن، والدكتورة جوهر بخش علييفا، النائبةِ في البرلمان ومديرةِ معهد الدراسات الشرقية الـمُسمَّى باسم الأكاديمي ضياء موسى أوغلو بونيادوف والتابع لأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية؛ ثم ألقى كلُّ واحد من هؤلاء، في الجلسة الافتتاحية للندوة، كلمةً. وقدّم الأستاذ الدكتور محمدوف في كلمته ملخّصاً عن مسار تطور الدراسات الإسلامية في أذربيجان. وأبرز الأستاذ الدكتور خالد أرن إسهامات إرسيكا المختلفة في دراسة تاريخ الإسلام والحضارة الإسلامية في القوقاز وأوضح أن القوقاز هو من أهمّ المناطق الجغرافية التي يُعنى بها إرسيكا في أنشطته.
وقرأ الأستاذُ الدكتور اعتبار نجفوف، رئيسُ قسم العلاقات بين الأعراق والتعددية الثقافية والشؤون الدينية في الإدارة الرئاسية لأذربيجان، رسالة صاحب المعالي إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان. كما قرأ السيد سلمان موساييف، المفتي ونائب رئيس إدارة مسلمي القوقاز، رسالة شيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، رئيس إدارة مسلمي القوقاز.
ثم أكد الأستاذ المشارك مبارز قربانلي، رئيس اللجنة الحكومية للجمعيات الدينية في أذربيجان، على أهمية تحسين التعاون بين المؤسسات والعلماء في القوقاز وخارجه لتقديم صورة صحيحة عن الإسلام في العالم. وأكد الأستاذ الدكتور طيار آلتي قولاج، رئيس مجلس أمناء جامعة 29 ماي في إسطنبول والرئيس السابق لرئاسة الشؤون الدينية في تركيا، أن الدين يمثل قوة من شأنها أن تحفز المجتمعات. فأوضح أهمية إقامة علاقة متوازنة بين المؤسسات الحكومية والمؤسسات الدينية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي. وتحدث الأستاذ الدكتور صافات كوسه، رئيس جامعة كاتب جلبي في إزمير، عن أهمية عكس الصورة الحقيقية للإسلام ومضمونه في مجتمعات القوقاز بعد سنوات طويلة من العزلة خلال الحرب الباردة والاتحاد السوفياتي. واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة الأستاذ الدكتور دامير محيي الدينوف، رئيس المعهد الإسلامي بموسكو حول المجتمعات المسلمة في روسيا.
عُقدت جلسات عمل الندوة في شكل ثلاثة اجتماعات متزامنة على مدار يومين. وشملت مجموعة الموضوعات الواسعة التي تناولتها الاجتماعات: تأثير الثقافة الإسلامية في الحياة الدينية والاجتماعية في القوقاز، وتطور العلوم الإسلامية والفنون والعمارة والأدب في القوقاز، وانتشار الإسلام والتعددية الثقافية، والتربية الدينية والمدارس والأبحاث التاريخية حول الإسلام في القوقاز، والسياسات الدينية لروسيا القيصرية والخدمات التي قدّمها صاحب المعالي إلهام علييف، رئيس أذربيجان، للمجتمعات الإسلامية في القوقاز.
لقد كانت الندوة حدثًا أكاديميًا كبيرًا حيث قُدّمت فيها مائة وست ورقات بحثية من قبل باحثين محنّكين في العلوم الإسلامية، وعلم الاجتماع، والدراسات الثقافية، والتاريخ، والعمارة، والعلوم السياسية، والقانون، والتربية، من أذربيجان وأستراليا وجورجيا وإيران وقزخستان ومولدوفا وروسيا وتركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان. وسوف ينشر إرسيكا أعمال هذه الندوة.