نظم مركز الإمام الترمذي الدولي للبحث العلمي، الكائن في ترمذ بأوزبكستان، في 23 يونيو 2021م، ندوة علمية دولية عبر الإنترنت بعنوان “فَضْلُ علماءِ ترمذ في تنمية الحضارة الإسلامية والعالمية”. وشارك في الندوة باحثون وأساتذة جامعيون ومتخصّصون من جامعات ومراكز للأبحاث موجودة في أفغانستان ومصر والهند والعراق وباكستان وروسيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان. وتناولت الكلماتُ التي أُلقيت في الجلسة الافتتاحية وورقاتُ البحوث المقدَّمة في جلسات العمل، المناخَ الفكريَّ السائد في ترمذ ومنطقتها والعلومَ التي نشأت فيها في القرون الأولى للإسلام في آسيا الوسطى؛ كما نوّهت بالمصنّفات المتعددة التي ألّفها علماء ترمذ في مجالات التفسير وعلوم الحديث والتصوف، وقيّمت التقدّم الحاصل في البحوث والتدريس والمنشورات على هذه المصنّفات.
ورحّب الدكتورُ شكر الله عمروف، مديرُ مركز الإمام الترمذي ورئيسُ جلسات الندوة، بالمشاركين في الندوة، باسم المركز وباسم شعب ولاية سرخان دريا، ثم دعا حاكمَ ولاية سرخان دريا السيد تورا بوبولوف لإلقاء كلمة في الندوة.
وأشاد حاكم سورخان دريا السيد تورا بوبولوف بالندوة وبمشاركة كثير من المتخصصين فيها عبر الإنترنت، من مختلف البلدان، في محاولة منهم لدراسة تراث العلماء المسلمين الجهابذة ونقل المعارف الناتجة إلى الأجيال الصاعدة من الباحثين. وشدد الحاكم على أهمية مهمة مركز الإمام الترمذي الذي أنشئ بموجب مرسوم صادر عن فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان السيد شوكت ميرضيايف، في 14 فبراير 2017م، في إبراز تراث العالم الكبير أبي عيسى الترمذي (الإمام الترمذي). وقال الحاكم بوبولوف أن مصنفات الإمام الترمذي وعلماء المنطقة الآخرين معروفة في جميع بلدان العالم وأنها تحظى بقسط وافر من الدراسة والبحث.
وقال السفير الدكتور شاه عظيم منورف مستشارُ فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان ومديرُ مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، أنه امتثالًا لأول كلمة لله تعالى جاءت في كتابه الكريم، وهي “اقرأ”، نشأت العلوم الإسلامية ونمت بتوالي جماهير العلماء على ترمذ وأماكن أخرى، وأنه كان لعصر الإسلام الذهبي، على يد هؤلاء العلماء، فضلٌ عظيمٌ على الحضارة العالمية. وقال منورف أن تراث علماء ترمذ هو جزء من تراث شعوب بلاد ما وراء النهر وجزء من تراث العالم الإسلامي قاطبة والحضارة العالمية كاملة وأن هذا التراث إنما هو تراث شعوب العالم جميعاً.
وأوضح السفيرُ الأستاذُ الدكتور محمود ارول قيليج، المديرُ العام لإرسيكا، في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، أن علوم ترمذ الإسلامية هي بمثابة كنز في التراث العلمي والروحي الإسلامي وكذلك في الحضارة العالمية. وشدد المدير العام على أهمية أنشطة مركز الإمام الترمذي في إظهار هذا التراث. وقال أن ترمذ كانت مهداً للنهضة الفكرية والروحية منذ صدر الإسلام في آسيا الوسطى، إذ أنها أنجبت علماء جهابذة كانت لهم قدم راسخة في شتى العلوم الإسلامية من تفسير القرآن والفقه وتجميع الحديث الشريف وشرحه والتصوف، وأن بعض السادة الصوفية ممن كان لهم تأثير كبير في العالم الإسلامي كله ينتسبون إلى ترمذ، كما أن جميع العلوم التي نشأت في ترمذ، إنما نشأت ونمت بارتباطها الوثيق مع أهمّ مراكز العلم والمعرفة الأخرى الموجودة في سائر البلاد الإسلامية. وفي هذا الصدد ذكر الأستاذ الدكتور قيليج بعض العلماء العظام المنتسبين لترمذ ومصنفاتهم التي شرحها وعقّب عليها فيما بعد علماء كبار. كما تحدث المدير العام باختصار عن أنشطة إرسيكا المتعلقة بكبار العلماء المسلمين، من جهة كون إرسيكا مركزا للأبحاث تابعا لمنظمة التعاون الإسلامي يعمل في مجالات تاريخ الحضارة الإسلامية وتراثها.
وتحدّث المفتي عثمان خان عليموف، رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان، في كلمته في الجلسة الافتتاحية، عن خطّة تعزيز دراسة مصنّفات العلماء العظام من المنظور النظري والعملي، في العالم الإسلامي وفي سياق الحضارات الأخرى، وعن أهمية ذلك.
وعُرّفت أنشطة مركز الإمام الترمذي بواسطة شريط فيديو.
واشتملت جلسات عمل الندوة على محاضرات وورقات بحوث تناولت الأوجه المتعددة لمؤلفات علماء ترمذ مبرزةً ما جاد به هؤلاء من العلوم والمعارف، كلُّ عالِم بحسب مهاراته واختصاصاته.
وأشاد في محاضرته، نائبُ رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، الأستاذُ الدكتور زاهدجان إسلاموف، بالاهتمام العلمي بتراث علماء ترمذ من جميع أنحاء العالم. وأوضح أن هذا التراث لا ينضب، وأنه مهما قامت عليه الدراسات، ولو لألف سنة، فإنه سيظلّ يكشف عن معارف جديدة. وتحدث الأستاذ الدكتور إسلاموف عن ضخامة تراث أوزبكستان المكتوب والموجود في الخارج، في مخازن المخطوطات في مختلف البلدان؛ كما يجري أيضًا تسجيل هذا التراث ودراسته وفقاً لسياسة الدولة.
وألقى الأستاذ الدكتور عشيربك مؤمنوف، مسؤول قسم البحث العلمي والمنشورات في إرسيكا، محاضرة عن العلماء الأحناف في ترمذ؛ ثم تبعه الأستاذ الدكتور سونمز قوتلو، من كلية الإلهيات بجامعة أنقرة، بمحاضرة ألقاها عن تاريخ المدارس الفكرية الإسلامية في منطقة ترمذ وعن فضل المذهب الحنفي في تيسير انتشار الإسلام. وأما الأستاذ الدكتور نجدت طوسون، من كلية الإلهيات بجامعة مرمرة التركية، فعرّف في محاضرته مصنّفات العالم الكبير المحدّث الفقيه الصوفي الحكيم الترمذي، التي تُرجمت ونُشرت باللغة التركية، وتحدث عن رسالتين دكتوراه حديثتين حول الموضوع. وركز الأستاذ الدكتور ويسل اوزدمير، من كلية الإلهيات بجامعة انونو التركية، في محاضرته على الفضل الكبير الذي كان للإمام الترمذي في علم الحديث، وهو علم عزيز ونفيس ما تخصص فيه إلا قليل من العلماء.
وألقيت محاضرات متنوعة من قبل: الأستاذ الدكتور إبراهيم عثمانوف، نائب رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية؛ والدكتور رايق بهادرف، مدير مركز أبحاث الثروة الثقافية لأوزبكستان الموجودة في الخارج التابع لوزارة الثقافة لجمهورية أوزبكستان؛ والأستاذ الدكتور انبيا يلدريم، من كلية الإلهيات بجامعة أنقرة التركية؛ والدكتور محمد هاشم، رئيس قضاة ولاية تخار بأفغانستان؛ والدكتور شاه واصل زيادف، مدير مركز الإمام البخاري الدولي للبحث العلمي بأوزبكستان؛ والأستاذ الدكتور ابراهيم ايشيتان، من كلية الإلهيات بجامعة سلجوق التركية؛ والأستاذ الدكتور رامل أديكاموف، من جامعة قازان الإسلامية بروسيا؛ والأستاذ الدكتور أبي ذر خيري، من الأكاديمية الدولية للدراسات الإسلامية بالهند؛ والأستاذ الدكتور أوتابك شكوروف، مدير معهد الماتريدي بالمملكة المتحدة؛ والأستاذ الدكتور حميد القار، من كلية دراسات الشرق الأدنى بجامعة كاليفورنيا في بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وأويغون غافوروف، رئيس معهد طشقند الإسلامي بأوزبكستان؛ والدكتور عالم خان يوسوبوف، مدير مدرسة الحديث بأوزبكستان؛ والدكتور محمود عبد الرحمن، من مدرسة الحديث بأوزبكستان؛ والدكتور أحمد دمنخوري، من مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحث العلمي بأوزبكستان؛ والدكتور حيدرخان يولداشخوجاييف، مدير مدرسة مير عرب بأوزبكستان؛ والدكتور محمد فوزي الكبيسي، من الجامعة العراقية بالعراق؛ والدكتورة عائشة اسراء شاهيار، من كلية الإلهيات بجامعة مرمرة التركية؛ والدكتور جلال الدين ميرزاييف، باحث في مركز الإمام الترمذي الدولي للبحث العلمي بأوزبكستان.