عُقدت الندوةُ العلمية العملية الدولية عبر الإنترنت حول “المدرسة الماتريدية والواقع المعاصر”، التي نظَّمها مركزُ الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية وأكاديميةُ أوزبكستان الإسلاميةُ الدولية (طشقند)، في 16 يونيو 2021م. وكان إرسيكا من جملة المؤسسات التي شاركت في تنظيم الندوة.
وشهدت الندوة ما يزيد عن مائة محاضرة ألقاها باحثون من مؤسسات تربوية وثقافية مختلفة موجودة في أفغانستان والبوسنة والهرسك ومصر والأردن وفرنسا وألمانيا وقرغيزستان وماليزيا وروسيا الاتحادية وتركيا ووأوزبكستان نفسها. وأسفرت الندوة عن دراسات متنوعة جدا حول فكر أبي منصور الماتريدي وتعاليمه وأهميتها كأساس لمعالجة القضايا المعاصرة.
شكر رئيسُ الندوةِ، مديرُ مركزِ الإمامِ الماتريديِّ الدوليِّ للبحوثِ العلميةِ الدكتورُ دُورَانْبِيكْ مَقْصُودُوفْ، المؤسساتِ التي تعاونت مع مركزهِ ومع أكاديميةِ أوزبكستانَ الإسلاميةِ الدوليةِ (طشقند) من أجل تنظيم هذه الندوة، وهي مركزُ الحضارة الإسلامية في أوزبكستان (طشقند) ومركزُ الإمامِ البخاريِّ الدوليِّ للبحوثِ العلمية (سمرقند، أوزبكستان) ومركزُ الإمامِ الترمذيِّ الدوليِّ للبحوثِ العلميةِ (ترمذ، أوزبكستان) ومركزُ الأبحاثِ للتاريخِ والفنونِ والثقافةِ الإسلاميةِ –إرسيكا- (اسطنبول، تركيا) وجامعةُ الأزهرِ الشريفِ (القاهرة، مصر) وجامعةُ سلجوق (قونية، تركيا) ومنظمةُ العالمِ الإسلاميِّ للتربيةِ والعلومِ والثقافةِ –إيسيسكو- (الرباط، المغرب) ومعهد التفاهم الإسلامي بماليزيا.
وافتتح رئيسُ أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، الأستاذُ المشارك مُظَفَّرْ كَامِلُوفْ، الندوةَ بكلمةٍ أبرز فيها أهمية المدرسة الماتريدية قديماً وحديثاً وكذلك أهمية الندوة.
وأُلقيت خطاباتُ تهنئةٍ في الجلسة الافتتاحية. وأوضح السفيرُ الدكتور شاه عظيم منوروف، مستشارُ رئيس جمهورية أوزبكستان ومديرُ مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان، أن العلوم الدينية والعلوم الفيزيائية تحظى بالأولوية في سياسات التنمية بأوزبكستان. وفي هذا الصدد، يُعنى عنايةً خاصة بتعاليم الإمام الماتريدي التي تعتمد على البراهين والدلائل العقلية والكلامية وعدم الغلوّ من خلال المحافظة على هذه التعاليم ونشرها.
وتحدث حَضْرَتْ حَامِدْ جَانْ اِيشْمِتْ بِيكُوفْ، نائبُ رئيس إدارة المسلمين في أوزبكستان، عن تقدّمِ الدراسات في علم الكلام وتعليمه في أوزبكستان ودورِ المراكز العلمية في إبراز تراث علماء الكلام، ولا سيما مركز الإمام الماتريدي الذي أنشىء تحت إشراف أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية.
وألقى السفيرُ الأستاذُ الدكتور محمود اِرُولْ قِيلِيجْ، المديرُ العامُّ لإرسيكا، كلمة تهنئة، شدّد فيها على أهمية فهم الشعوب قاطبةً لتعاليمِ الإمام الماتريدي فهماً صحيحاً، وأكّد في هذا الصدد أن أنشطة مركزِ الإمام الماتريدي الرائدة، الذي تأسّس تحت إشراف أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، نالت إعجاب المؤسسات والدوائر المعنية وتقديرها في جميع أنحاء العالم. وفي حديثه عن التعاون القائم بين مركز الإمام الماتريدي وإرسيكا، قدّم الأستاذ الدكتور قِيلِيجْ ملخّصاً عن أهم مشاريع إرسيكا البحثية المتعلقة بأعمال كبار الفلاسفة والعلماء في العالم الإسلامي. واستناداً إلى خبرة إرسيكا وأعماله في هذا المجال أكد الأستاذ الدكتور قِيلِيجْ على الحاجة إلى تعزيز الدراسات المتخصصة والنقدية للأعمال وتوسيع البرامج التعليمية حول كبار الفلاسفة وتلامذتهم وأتباعهم. وقال الأستاذ الدكتور قِيلِيجْ أن مركز الإمام الماتريدي يساهم بجدّ ونشاط في تحقيق هذه الأهداف من خلال مشاريعه المختلفة ومجلة الماتريدية العلمية.
كما ألقى خطاباتِ تهنئةٍ كلٌّ من الدكتور محمد زيدي بن اسماعيل نائب المدير العام لمعهد التفاهم الإسلامي بماليزيا؛ والدكتور سالم المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)؛ والأستاذ الدكتور مَتِينْ آقْصُوي، رئيس جامعة سلجوق. واختتمت الجلسة الافتتاحية بتقديم تقارير عن أنشطة مركز الإمام الماتريدي ومشاريعه البحثية ومنشوراته.
وعُقدت جلساتُ عملِ الندوةِ، وكانت ثلاثَ جلساتٍ، في وقتٍ واحدٍ، واستغرقت يوماً كاملاً، واشتملت على محاضراتٍ ألقاها رؤساءُ جامعاتٍ ونواب رؤساء، وأساتذةٌ جامعيون، ورؤساءُ أقسامٍ، وباحثون وخبراء من جامعاتٍ ومراكزَ للأبحاث.
قُدّمت دراساتٌ متخصِّصة حول جوانبَ متنوعة للموضوع الرئيسي، من جملتها خصائصُ الماتريدية وأهميتُها وأعمالُ الإمام الماتريدي، وتعريفُ الماتريدية لأهم المفاهيم مثل المعرفة والعقل والدين وحرية الإرادة والاختيار والخير والشر، والأجوبةُ على أهم الأسئلة المعاصرة استناداً إلى تعاليم الماتريدية، وأوضاعُ الدراسات والبحوث حول الإمام الماتريدي وأتباعه في مناطق مختلفة من العالم، ومصادرُ المعلومات المتاحة لهذه الدراسات وغير ذلك. واندرجت البحوث المقدّمة تحت موضوعات الجلسات الآتية:
- الإمام الماتريدي والمدرسة الماتريدية ودور علماء الماتريدية في تنمية المدرسة
- الاعتدال في المدرسة الماتريدية
- بحوث في الإسلام المعاصر والمدرسة الماتريدية
وقام الأستاذُ الدكتور عشير بك مؤمنوف، مسؤولُ قسم الأبحاث والمنشورات في إرسيكا، بالترتيبات اللازمة لمشاركة إرسيكا في الندوة بصفة منظِّمٍ مشاركٍ وقدّم أيضاً في الجلسة الثانية المذكورة أعلاه ورقةً بحثية بعنوان “مساهمة بيانات السيرة الذاتية في التاريخ الاجتماعي والثقافي: مرثياتٌ مختارة من مقبرة أبي منصور الماتريدي”.
تأسّس مركزُ الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية تحت إشراف أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية في عام 2020م. والسفيرُ الأستاذُ الدكتور محمود ارول قيليج، المديرُ العامُّ لإرسيكا، عضوٌ في هيئة تحرير مجلة الماتريدية العلمية. وهذا المركزُ من المؤسسات العلمية التي يتعاون معها إرسيكا في مشروعاتٍ مشتركة مثل المؤتمرات والمنشورات.