شارك جامعيون وخبراء في العمارة والحفاظ العمراني من الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في الندوة الدولية المخصّصة لذكرى البروفيسور عامر پاسچ، الأستاذ الجامعي الذائع صيته في جميع أرجاء المعمورة، والرئيس السابق (1993-2018) لقسم التراث المعماري في إرسيكا، الذي وافته المنية في البوسنة والهرسك في 28 أبريل 2022. فبعد مغادرته لإرسيكا في عام 2018، حافظ عامر پاسچ على علاقاته المهنية مع إرسيكا وفي نفس الوقت مَا فَتِئَ يُدرِّسُ ويتفانى في الحفاظ على العمارة التاريخية في وطنه البوسنة والهرسك ويمثِّلُ بلاده في لجان الخبراء في المنظمات الدولية.
وعُقدت الندوة، التي حملت عنوان “الحفاظ على التراث عبر الأجيال”، في مقرّ إرسيكا بحضور الجمهور وعن طريق تقنية التواصل المرئي، في 24 مايو / أيّار 2023. وقُدِّمت في جلسات العمل عشرونَ ورقةً بحثية حول الموضوعات التالية: “الحفاظ على الذاكرة العمرانية والتراث”، و”الحفاظ على التراث المعرَّض للخطر”، و”الحفاظ على التراث: قضايا معاصرة”. واستعرض زملاءُ الفقيد پاسچ وأصدقاؤه، في الجلسة الافتتاحية، وهم متخصِّصون في الحفاظ على التراث من منظّماتٍ وجامعاتٍ في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، من جملتهم: رئيسُ المجلس البلدي لمدينة موستار السيد سالم ماريچ، والخبراءُ البروفيسور أتيليو پيتروچيولي، والبروفيسور دانييل پيني، والبروفيسور منير بوشناقي، والبروفيسور فرانچيسكو باندارين، والبروفيسور جون كالام، والبروفيسور زينب أهونباي، استعرضوا ذكرياتهم بخصوص تعاونهم مع پاسچ وتحدّثوا عن أعماله المخصَّصة للحفاظ على مدينة موستار قبل حرب البوسنة وبعدها، وعلى سراييفو والعديد من المدن التاريخية الأخرى في البلقان وجنوب شرق أوروبا وآسيا الوسطى والعالم العربي؛ كما تطرّقوا لقيادته فِرَقًا من الخبراء في الدراسات الحضرية فضلًا عن برامجَ في مجال الترميم. وقال البروفيسور أبو بكر سنغور، نائبُ المدير العام، في افتتاح الندوة، نيابةً عن المدير العام لإرسيكا البروفيسور محمود ارول قليچ، الذي كان في مهمّةٍ في الخارج، أن البروفيسور عامر كان من مشاهير أهل الاختصاص، بل وكان أيضا شخصاً متواضعاً وَدُوداً، يكترث للوقت فينتفع به، وأنه كان بلا شكّ سيقدِّر فكرة هذه الندوة التذكارية التي تتناول أمّهات المسائل في الحفاظ العمراني. واستعرض البروفيسور جنكيز طومار، رئيس قسم الأبحاث والمنشورات في إرسيكا، ذكرياته بشأن علاقته بالبروفيسور عامر من حيث كونه زميلًا عزيزاً وصديقاً حميماً، وأشاد بمناقبه المهنية والشخصية على حدٍّ سواء، وقال أن غيابه في إرسيكا قد خلّف فراغاً لا يمكن سدّه.
ويخطِّطُ إرسيكا لِأَنْ يَجْعَلَ هذه الندوةَ التذكاريةَ دوريّةً تُعْقَدُ كلَّ سنةٍ تخليداً لذكرى عامر پاسچ.