نظّم كرسيّ إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر في الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان، الكائنة بطشقند، ندوة دولية حول “الحضارة الإسلامية في آسيا الوسطى”. وحضر الندوة، التي عُقدت أيضاً عبر الإنترنت في 14 أكتوبر 2021، مختصّون وباحثون وطلّاب من جامعات ومعاهد في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وإرسيكا. وقُدّمت في الندوة أكثر من مائة ورقة بحثية واختتمت بمناقشات حول الموضوعات التي تناولتها. وفضلًا عن إنتاج الندوة لأوراق بحثية جديدة في هذا المجال، فإنها ساهمت أيضًا في استمرار التفاعلات العلمية في هذا المجال ومتابعة الندوة الدولية الأولى حول “ثقافة شعوب آسيا الوسطى وعاداتها وتقاليدها الدينية” التي نظّمها الكرسيّ بالضبط قبل عام.
وأُلقيت في الجلسة الافتتاحية كلماتٌ من قِبَلِ: السفير الدكتور شاه عظيم منوّروف، مستشار رئيس جمهورية أوزبكستان للتعاون مع المنظمات العامة والدينية ومدير مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان؛ والسفير الأستاذ الدكتور محمود ارول قليج، المدير العام لإرسيكا؛ والأستاذ الدكتور مظفر كاملوف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدينية التابعة لمجلس وزراء جمهورية أوزبكستان ورئيس الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان. وأدار الندوةَ الأستاذ الدكتور نعمة الله محمدوف، رئيس كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر.
وأكّد السفير الدكتور شاه عظيم منوّروف على أهمية تعزيز الدراسات حول تاريخ آسيا الوسطى وتراثها وإسهامها في الحضارة الإسلامية وعلى الدور الذي اضطلعت به المؤسسات المعنية. وأشار السفير منوّروف في هذا الصدد إلى أنشطة مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان على وجه الخصوص، أنه لتحقيق هذا الهدف النبيل، فإن المركز منفتح على التعاون مع المؤسسات الأخرى العاملة في هذا المجال، من بينها إرسيكا وكرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر في الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان.
وأوضح السفيرُ الأستاذ الدكتور محمود ارول قليج أن دراسة “الحضارة الإسلامية في آسيا الوسطى” هي من أهم مجالات التعاون بين الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان وإرسيكا؛ وأن هذا التعاون الذي نُفّذ من خلال كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر يُعدُّ بُعْداً مهمًا للتعاون الثقافي الشامل لإرسيكا مع جمهورية أوزبكستان. وفي إشارته إلى موضوع الندوة، أبرز الأستاذ الدكتور قليج بعض مميّزات الحضارة الإسلامية في آسيا الوسطى والتي يمكن ملاحظتها أيضًا في مناطق أخرى من العالم الإسلامي، من بينها تشابه الثقافات وتنوّعها في الحضارة الإسلامية والتي نتجت عن التفاعل المثمر للإسلام مع الثقافات المحلية في المناطق المعنية. كما شدّد الأستاذ الدكتور قليج على أهمية التراث الثقافي المكتوب للعلماء المسلمين الكبار في آسيا الوسطى والتراث المعماري المتكون من الآثار التاريخية والقطع الأثرية، وهما موضوعان للدراسة ومصادر للمعلومات التاريخية.
وقال الأستاذ الدكتور مظفر كاملوف أن موضوعات الحضارة الإسلامية لآسيا الوسطى وتاريخها الاجتماعي والاقتصادي ينطوي على إمكانات عالية للبحث الأكاديمي وإشراك عدد كبير من الباحثين والمختصين. وأكّد على مساهمة الندوة في تقدّم هذه الدراسات وقال أنها كانت أيضًا فرصة لإبراز الترابط الثقافي بين آسيا الوسطى ومناطق أخرى من العالم الإسلامي. كما أشار الأستاذ الدكتور كاملوف إلى دور الندوة في معالجة قضايا معاصرة تتعلق بالبحث وتعزيز التعاون العلمي الدولي، مؤكداً في هذا الصدد أهمية التعاون بين إرسيكا والأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان.
قُدّم ما يزيد عن مائة ورقةٍ بحثية خلال جلسات العمل، أكثرها في قاعات الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان الكائنة بطشقند. وقُدّمت الأوراق البحثية التالية عبر الإنترنت:
- “حضارة آسيا الوسطى وخصائص عمارتها”، للأستاذ الدكتور المشارك أراس نفطجي، من كلية العمارة بجامعة اسطنبول التقنية، في اسطنبول
- “المراكز الثقافية العلمية في ما وراء النهر”، للأستاذ الدكتور زاهد الله منوروف، أستاذ في أكاديمية العلوم بأوزبكستان، حامل دكتوراه في العلوم السياسية، بطشقند
- “أهمية الحصيري في دراسة تاريخ العلوم في سمرقند وبخارى”، للأستاذ الدكتور عشيربك مؤمنوف، رئيس قسم البحوث والمنشورات في إرسيكا، حامل دكتوراه في العلوم التاريخية، والسيد ويسل بولوت، باحث في إرسيكا
- “مكتشفات جديدة حول تراث محمود الزمخشري العلمي”، للأستاذ الدكتور زاهدجان إسلاموف، نائب رئيس الأكاديمية الإسلامية الدولية بأوزبكستان، حامل دكتوراه في العلوم اللغوية، بطشقند
- “مكانة الخط وأهميته في تاريخ الحضارة الإسلامية ومساهمة إرسيكا في هذا المجال”، للسيد سعيد قاسم أوغلو، مسؤول برنامج إرسيكا للخط
- “تاريخ علم المكتبات في الشرق الإسلامي وتقاليدها”، للأستاذ الدكتور المشارك شاه واصل زيادوف، مدير مركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية، بسمرقند
- “صوفي آسيا الوسطى وشاعرها صلاح الدين ثاقب الأوشي (1843-1910)”، للأستاذ الدكتور نجدت طوسون، من جامعة مرمرة باسطنبول.
- “دور مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية في تعزيز الإسلام الوسطي”، للأستاذ الدكتور دوران بك مقصودف، مدير مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية، حامل دكتوراه في العلوم التاريخية بطشقند
- “تاريخ متحف الكتاب الأول في قزخستان”، للدكتورة كول شاد أبيكوفا، مديرة المكتبة العلمية المركزية، التابعة لوزارة التعليم والعلوم في قزخستان، بألماتي
- دور علماء ترمذ في تطور الحضارة الإسلامية”، للدكتور شكر الله عمروف، مدير مركز الإمام الترمذي الدولي للبحوث العلمية، حامل دكتوراه في التاريخ، بترمذ
- “خصائص دراسة الثقافة والفنون الإسلامية في آسيا الوسطى”، للأستاذ الدكتور سيد أكبر خواجه يف، كرسي إرسيكا للتاريخ الإسلامي ودراسات المصادر، حامل دكتوراه في العلوم التاريخية، بطشقند.