أُطلق كتابٌ بعنوان “وجهاتُ نظرٍ جديدة لدراسة الثقافة الإسلامية والتاريخ والفنون في أوزبكستان” أصدرهُ معهدُ أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية أوزبكستان للعلوم وإرسيكا، خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي بعنوان “المخطوطات الإسلامية لآسيا الوسطى: تراث ثقافي ومصدر تاريخي” الذي نُظّم عبر الإنترنت من طشقند في 16 نوفمبر 2021. ونظَّمَ هذا المؤتمرَ: معهدُ أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية أوزبكستان للعلوم، ومعهدُ الدراسات الإيرانية التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم، والمعهدُ البريطاني للدراسات الفارسية، وجامعةُ ليدن. ويتكوّنُ الكتابُ المعرَّفُ به في مستهلِّهِ من مجموعة الأوراق البحثية المقدَّمة خلال الندوة الدولية بعنوان “وجهاتُ نظرٍ جديدة لدراسة الثقافة الإسلامية والتاريخ والفنون في أوزبكستان” الذي نظّمه معهدُ البيروني وإرسيكا عبر الإنترنت وخارجه في 28 مايو 2021 إحياءً لذكرى رجل العلم الأكاديمي عبيد الله كريموف. وألقى البروفيسور محمود إرول قليج، المديرُ العامُّ لإرسيكا، كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “المخطوطات الإسلامية في آسيا الوسطى: تراث ثقافي ومصدر تاريخي” وقدّم نبذة عن الكتاب للمشاركين. ويتضمّن الكتابُ (774 صفحة، 24 سم) أربعاً وثمانينَ مقالة باللغات الأوزبكية والروسية والتركية، لكلّ مقالة ملخّصٌ باللغة الإنجليزية.
وقال البروفيسور بخرام عبد الحليموف، مديرُ معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية ونائبُ رئيس أكاديمية أوزبكستان للعلوم، أن المعهد يولي أهمية للتعاون مع المؤسسات في جميع أنحاء العالم وأنه نظّم عشرات المؤتمرات العلمية بهدف تعزيز الدراسة العلمية للمخطوطات الإسلامية، ولاسيما مخطوطات آسيا الوسطى. وأعرب البروفيسور عبد الحليموف عن شكره وتقديره، نيابة عن موظَّفي المعهد وباسمه، للبروفيسور محمود إرول قليج، المدير العام لإرسيكا، على الدعم الأكاديمي والتعاون المقدَّم للمعهد. وقال البروفيسور فلوريان شوارتز، مديرُ معهد الدراسات الإيرانية بالأكاديمية النمساوية للعلوم، في خطابه، أن أحد المجالات الأكثر حيويّة هو الدراسات حول المخطوطات وحول ثقافة المخطوطات؛ وأشار إلى أهمية المخطوطات من حيث كونها مصادر للمعلومات التاريخية والأدبية والفنية وغير ذلك، ومن جهة كونها أيضا تراثاً ثقافيّاً. وتحدثت البروفيسور غابرييل فان دن بيرغ، من جامعة ليدن، عن تطور الدراسات المتعلقة بآسيا الوسطى في جامعة ليدن، في الماضي والحاضر، وعن التعاون المتزايد بين جامعات آسيا الوسطى والجامعات الأوروبية. وأوضح البروفيسور تشارلز ميلفيل، رئيسُ المعهد البريطاني للدراسات الفارسية، أن تسمية “المخطوطات الفارسية” تمتد تاريخياً إلى ما وراء حدود إيران الحديثة. وفي حديثه عن التطورات في الدراسات حول المخطوطات، وصف ارتباط الباحثين بالمخطوطات بأنه ارتباطٌ حيوي ونشط وحقيقي.
وأكّد البروفيسور محمود إرول قليج في خطابه على أهمية الدراسات حول المخطوطات الإسلامية من وُجهة نظر إرسيكا. وقال المديرُ العامُّ، في معرض تقديمه للكتاب الجديد، أنه يشتمل على مجموعة كبيرة من الموضوعات في الدراسات الإسلامية، وخاصة الدراسات حول المخطوطات، والتي تُنُووِلَتْ من جوانب مختلفة. ونظرا لما يشتمل عليه الكتاب من موضوعات متنوعة فإنه سيفيد الأكاديميين والإداريين المعنيين بالبحث وبتطوير المناهج فضلا عن إفادته المتخصصينَ والباحثينَ في مختلف تخصّصات الدراسات الثقافية. وتحدث البروفيسور قليج أيضًا عن مشاركة إرسيكا في تعزيز الدراسات حول التاريخ والثقافة الإسلامية ومصادر هذه الثقافة بما فيها المخطوطات، وتحدث عن التغطية الجغرافية الواسعة لأنشطة إرسيكا في المناطق التي توجد بها دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهي آسيا الوسطى، والقوقاز، وجنوب آسيا وجنوب شرقها، والشرق الأوسط، والبحر الأبيض المتوسط، وأوروبا الشرقية، وأفريقيا. وشكر المديرُ العامُّ البروفيسور عبد الحليموف وزملائه على تعاونهم الذي أدّى إلى إصدار الكتاب الجديد.
قُدِّمت في المؤتمر إحدى وعشرون ورقة بحثية من قبل مختصين في المخطوطات الإسلامية من بلدان آسيوية وأوروبية. وتمثلت عناوين جلسات المؤتمر كالآتي: “الحفاظ على التراث الثقافي المكتوب”، و “دلائل المخطوطات وتفسيرها التاريخي”، و “مجموعات المخطوطات في الماضي والحاضر والمستقبل”، و “الأبعاد المرئية للمخطوطات”، و “ما وراء المخطوطات”، و “إنتاج النصوص ونشرها ودراستها: من ثقافة المخطوطات إلى عصر الرقمنة”.