أُقيم مهرجانُ بروناي دار السلام الدولي لفن الخط الإسلامي لعام 2024 يومي 16 و17 تشرين الأول/أكتوبر 2024 في العاصمة بندر سري بكاوان، وهو ثمرةُ التعاون بين إرسيكا ومؤسسة ياياسان سلطان حاجي حسن البلقية من خلال مركز الدراسات حول الفنون الإسلامية وفن الخط الإسلامي التابع لها، وبالتعاون مع جامعة السلطان الشريف علي الإسلامية وجامعة سري بكاوان للتربية الدينية. وبدأ حفلُ افتتاح المهرجان في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بكلمةٍ ترحيبية ألقاها بيهين حاجي حلبي بن حاجي محمد يوسف، الوزيرُ بمكتب رئيس الوزراء، بصفته رئيسَ مجلسِ إدارةِ ياياسان سلطان حاجي حسن البلقية. وافتتح المهرجانَ رسميًّا صاحبُ السمو الملكي الأمير عبد الملك، رئيسُ لجنة محافظي مؤسسة ياياسان سلطان حاجي حسن البلقية. وفي كلمته، سلّط الأميرُ عبد الملك الضوء على الأهمية الثقافية والتاريخية لفن الخط الإسلامي، مشيرًا إلى ارتباطه العميق بالحضارة الإسلامية، والحاجة إلى الحفاظ على الأبجدية الجاوية، وهي عنصرٌ أساسيٌّ من التراث الإسلامي في البلاد.
وبعد كلمةِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ، ألقى المديرُ العامُّ لإرسيكا الأستاذُ الدكتور محمود ارول قليج كلمةً افتتاحية أشاد فيها بالشراكة الثقافية بين بروناي وإرسيكا وبالتزامهما المشترك بتعزيز فن الخط الإسلامي. وتحدّث الأستاذُ الدكتور قليج عن روح الفنون الإسلامية وفلسفتها التي يتبنّاها الفنّانون في مختلف ثقافات العالم الإسلامي. وبعد الكلمات الافتتاحية، ألقى الدكتور عبد الرحمن بن حمزة، الخبيرُ في الفنون الإسلامية، والمحاضرُ الأول في جامعة التكنولوجيا بماليزيا، كلمةً رئيسيّة تناول فيها تاريخَ تطوّر فنّ الخط والفنون الزخرفية وأساليبهما وتطبيقاتهما المختلفة.
وأعقبَ حفلَ الافتتاحِ والكلمةَ الرئيسيّةَ افتتاحُ معرضٍ لإرسيكا عن فنّ الخط، تضمّنَ لوحاتٍ للخطِّ كانت قد فازت بجوائز في مسابقات إرسيكا الدولية التي تُقام كلّ ثلاث سنوات منذ عام 1986. وزار صاحبُ السموّ الملكي الأميرُ عبد الملك المعرضَ وتفضّلَ بقبول ألبوم إرسيكا للوحات الفائزة بجوائز في مسابقات فن الخط العشر الأولى (1986-2016)، والذي قدّمه له المديرُ العامُّ لإرسيكا الأستاذُ الدكتور محمود ارول قليج. ومن أهم ما تميّز به المهرجانُ، الإعلانُ عن نتائج «مسابقة إرسيكا الإقليمية لفن الخط في آسيا 2024» التي أطلقها إرسيكا ومؤسسةُ ياياسان في شهر آذار/مارس 2024. وقد استقطبت المسابقة 114 مشاركًا من 12 دولة آسيوية، بما في ذلك اليابان وباكستان وتركيا وأوزبكستان. وكان الفائزون بالجوائز الأولى من إندونيسيا في الغالب. وقدّم صاحبُ السمو الملكي الجوائز لأفضل المشاركين في أنواع الخط الأربعة: الثلث والنسخ والديواني والديواني الجلي.
واستمرّ برنامجُ المهرجانِ بورشاتِ عملٍ تطبيقيّة أدارها الأساتذةُ أفضل الدين قليج (تركيا)، وبلعيد حميدي (المغرب، إندونيسيا)، وحاجي شهرول عزمي بن حاجي مولوك (بروناي)، وديدين سراج الدين (إندونيسيا)، وسيد أحمد دپلر (تركيا)، وبرهان الدين (بروناي)، وعدي يوسنيرة بن حاجي جوهر (بروناي) حول فن الخط؛ ونجاتي سنجق توتان (تركيا) حول الزخرفة. وشاركت مجموعاتٌ طلّابية من مختلف المدارس الثانويّة في الوُرَش التفاعليّة التي أدارها هؤلاء الأساتذة. وعرّف أستاذُ الزخرفة السيد نجاتي سنجق توتان بالتقنيات والموادّ المستخدمة في هذا الفن وكلّفَ الطلبةَ بإنجاز نموذجٍ في الزخرفة، ثم قام بفحص كلّ عمل وتصحيحه. وبالمثل، وبعد المقدّماتِ النظريّة، أدار الخطّاطان أفضل الدين قليج وسيد أحمد دپلر ورشاتِ عملٍ تطبيقيّة تفاعليّة، في خطّي الرقعة والديواني على التّوالي. وقدّم خطّاطون بارعون من بروناي وإندونيسيا عرضًا وشرحًا على تقنياتهم وأساليبهم. وتناول الأستاذُ حميدي بلعيد الجانب التعليمي، موضّحًا أسلوبه في التدريس بناءً على تجاربه المستمرّة في التدريس في إندونيسيا.
وأبدى المشاركون والصحافة البروناوية اهتمامًا كبيرًا بالمهرجان.
