تحتفل منظمة التعاون الإسلامي هذا العام بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيسها. وبهذه المناسبة أقام الجهازان المتفرِّعان عن المنظَّمة، مركزُ الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) ومركزُ الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب (مركز أنقرة)، احتفالاً، في أنقرة، بتركيا، في 2 تشرين الأول / أكتوبر 2018.
وقد خُصِّصَ الإحتفالُ لموضوع «المسجد الأقصى» كجوهرٍ ورمزٍ لاهتمام العالم الإسلامي الأساسي بقضية القدس وفلسطين. وهذه القضية هي الدافع الرئيسي لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي بعد مؤتمر القمة الإسلامي الأول الذي عُقد في الرباط في أيلول / سبتمبر 1969، وهي لا تزال القضيةَ الرئيسية للمنظمة.
وحضر الاحتفال جمع من سفراء الدول الأعضاء في المنظَّمة والبلدان الأخرى المعتمدين في أنقرة، وممثّلون عن الأوساط الإعلامية والثقافية. وكان السيد حاقان جاوش أوغلو، النائب في البرلمان نائب رئيس الوزراء التركي سابقًا، من جملة الضيوف.
افتتحَ يومَ المنظَّمةِ الدكتور خالد أرن، المديرُ العام لإرسيكا، والسفيرُ موسى قولاقليقايا، المديرُ العام لمركز أنقرة. وأشار الدكتور خالد أرن إلى الوضع في القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص والذي تفاقم مع تزايد العقوبات، لا بل الاعتداءات الاسرائيلية على المصلِّين المسلمين والمسيحيين. وقدّم الدكتور أرن ملخّصا عن الأنشطة التي قام بها إرسيكا والمتعلقة بالقدس وفلسطين وحماية المقدّسات الإسلامية والتراث الثقافي في المنطقة. وأوضح أن يومَ المنظَّمةِ المخصَّصَ لموضوع حماية المسجد الأقصى كان بمثابة إجلال لهذا المسجد المقدَّس وتأكيدٍ للعهد الذي قطتعه منظمة التعاون الإسلامي على نفسها، وكذلك أجهزتها المتفرعة عنها، بحماية المسجد الأقصى وتعزيز المساعي الدولية للدفاع عن هذه القضية.
وألقت السيدة زهرة زمرد سلجوق، الوزيرة التركية للأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية، كلمة في الاجتماع أكّدت فيها الأهميةَ التي توليها تركيا لقضية القدس وفلسطين وحماية المسجد الأقصى. كما أكّدت من جديد التزامَ تركيا بأهداف منظّمة التعاون الإسلامي بصفتها رئيسةً لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث عشر ورئيسةً للكومسيك والبلدَ المضيف للجهازَيْنِ المتفرِّعَيْنِ عن المنظَّمة ولِلِجَانٍ عديدة.
وألقى سفير فلسطين في أنقرة، الدكتور فايد مصطفى، كلمة في الاجتماع أكّد فيها أهمية الموضوع بمناسبة يوم منظمة التعاون الإسلامي.
وألقى الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، كلمة أطلع فيها الحاضرين على القضايا الرئيسية المرتبطة باحتلال القدس من قبل إسرائيل والإجراءات القمعية التي تطبقها إسرائيل في المسجد الأقصى. وأوضح مستشهدا بأمثلة على هذه الإجراءات، كيف تحاول إسرائيل أن تبرر نفسها بِحُجَجٍ قائمة على اعتبارات دينية في حين أن دوافعها سياسية بحتة. وقال أن ادعاء إسرائيل بكون هذه الأراضي يهودية عبر التاريخ لا دليل له، لا من حيث أسماء الأعلام ولا من حيث الآثار، وأن إسرائيل تحاول الآن فرض سيطرتها الكاملة على منطقة المسجد الأقصى وتختلق حُجَجًا دينية لليهود حتى يُصلُّوا في المسجد. وأضاف أنه لو تحقق ذلك، فسيقضي على أي احتمال للسلام في المنطقة وفي العالم. ودعا الدكتور الهباش المسلمين إلى تذكّر القدس دائمًا وإحيائه وتضمينه في مسارات سفرهم وزيارته، وذلك لمنح القدس دعمًا روحيًّا ومعنويًّا وعمليًّا.